دراسة تكشف دور الخلايا المناعية المعوية في الوقاية من الحساسية الغذائية

تُعد الحساسية الغذائية من الحالات المناعية المعقدة التي تحدث عندما يُخطئ الجهاز المناعي في التعرف على مكونات غذائية طبيعية، فيتعامل معها كأنها أجسام ضارة، وهذه الاستجابة غير الطبيعية تؤدي إلى أعراض تحسسية تتراوح بين الطفح الجلدي الخفيف والصدمة التحسسية الخطيرة.
دور الخلايا المناعية المعوية في الوقاية من الحساسية الغذائية
في دراسة حديثة أجرتها كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، كشف الباحثون عن الدور المحوري الذي تلعبه الخلايا الشجيرية المعوية RORγt+ في دعم ما يُعرف بـ"التحمل المناعي"، وهي قدرة الجسم على التفاعل مع الأطعمة دون إطلاق رد فعل مناعي سلبي.
حدد مختبر الدكتور ماركو كولونا هذا النوع النادر من الخلايا المناعية في عام 2023، لكن دورها الدقيق في تنظيم الاستجابات التحسسية لم يكن معروفًا حتى الآن.
وقد قام الباحثان باتريك رودريغيز وشيتونغ وو بإجراء تجارب على الفئران، حيث تم تعريضها لمادة معروفة بأنها تسبب الحساسية، وهي ألبومين البيض.
وأظهرت النتائج، أن الفئران التي تفتقر إلى الخلايا الشجيرية RORγt+ تعرضت لالتهابات تحسسية حادة، كما أن الفئران التي تمتلك هذه الخلايا لم تظهر استجابات مناعية سلبية، مما يشير إلى دور هذه الخلايا في منع حدوث الحساسية الغذائية.
الخلل المناعي واختلال توازن الخلايا التائية
أظهرت التحاليل أيضًا أن نقص هذه الخلايا يؤدي إلى اختلال في توازن الخلايا التائية، مما يُحفز استجابة مناعية مفرطة تؤدي إلى ظهور أعراض التحسس.
وقال رودريغيز إنه عند إزالة هذه الخلايا من الأمعاء، تم ملاحظة فقدان الجسم لقدرة التحمل المناعي تجاه مسببات الحساسية، وهذا يؤدي لتطوير علاجات وقائية تعتمد على تعزيز نشاطها.
آفاق جديدة لعلاج الحساسية الغذائية
ووحسب ما لفت إليه شيتونغ وو، فإن استهداف نشاط الخلايا الشجيرية RORγt+ قد يمثل خطوة مستقبلية واعدة في الوقاية من الحساسية الغذائية قبل حدوثها، بالإضافة إلى تطوير استراتيجيات علاجية لأمراض مناعية كالداء البطني (السيلياك) والتهاب الأمعاء المزمن

أهمية النتائج وتأثيرها المستقبلي
تشير هذه الدراسة إلى إنجاز علمي مهم في مجال المناعة الغذائية، حيث تقدم فهمًا أعمق لآليات الحساسية وتُمهّد الطريق أمام علاجات جديدة وأكثر فعالية قد تغيّر حياة ملايين الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الغذائية حول العالم.