الجمعة 02 مايو 2025 الموافق 04 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

كيف تتكيف الأمهات مع المتطلبات الأيضية للرضاعة الطبيعية؟

الإثنين 14/أبريل/2025 - 04:01 م
الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية


تُشكّل الرضاعة الطبيعية متطلبات أيضية كبيرة على الأمهات، فتستجيب لذلك بتناول المزيد من الطعام وتوفير الطاقة للحفاظ على إنتاج الحليب.

تحدث تغيرات هرمونية كبيرة أثناء الرضاعة، ولكن كيفية تأثيرها على التكيفات الأيضية لدى الأمهات المرضعات لا تزال غير واضحة.

في هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Metabolism، اكتشف باحثون آلية تربط بين هرمون البرولاكتين والإستروجين والدماغ والتكيفات الأيضية أثناء الرضاعة.

قال الدكتور تشونمي وانج، المؤلف المشارك في الدراسة: "لقد عملنا مع نماذج حيوانية للتحقيق في كيفية عمل الهرمونات والدماغ معًا للتكيف مع المتطلبات الأيضية التي تواجهها الأمهات المرضعات للحفاظ على إنتاج الحليب".

دور الإستروجين

عادةً، يساعد الإستروجين على التحكم بالشهية ويزيد من قدرة الجسم على حرق الدهون، بينما يقوم البرولاكتين بالعكس. خلال فترة الرضاعة، تنخفض مستويات الإستروجين، وترتفع مستويات البرولاكتين، مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالجوع وانخفاض حرق الدهون لتعويض احتياجات الطاقة الإضافية الناتجة عن إنتاج الحليب واستهلاكه، وفقًا للدكتورة يانلين هي، الأستاذة المشاركة في مركز بينينجتون للأبحاث الطبية الحيوية.

قال الدكتور منج يو، الباحث المشارك في الدراسة والباحث ما بعد الدكتوراه في مختبر وانج: "لقد وجدنا أن خلايا الدماغ التي تسمى خلايا مستقبلات الإستروجين ألفا (ERα) في منطقة صغيرة من منطقة تحت المهاد تكون أقل نشاطًا بشكل ملحوظ أثناء الرضاعة".

وأضاف: "أظهرنا أنه عند حذف مستقبلات ERα من هذه الخلايا العصبية، ترتفع مستويات البرولاكتين، وتزيد شهية الحيوانات وتوفر الطاقة بحرق كميات أقل من الدهون، وكان من اللافت للنظر أن مجرد إزالة مستقبلات ERα من هذه المنطقة الدماغية الصغيرة كان قادرًا على تحمل مثل هذه العواقب الأيضية الخطيرة".

عندما أُزيلت خلايا ERα من فئران إناث غير مرضعة ، أظهرت الحيوانات مستويات عالية من البرولاكتين وتغيرات شبيهة بالرضاعة - تناول المزيد من الطعام وحرق كمية أقل من الدهون.

أدى إعادة تنشيط هذه الخلايا العصبية في الفئران المرضعة إلى تقليل هذه التأثيرات، مما يُظهر دورها في التحكم في عملية التمثيل الغذائي، كما قال.

قال وانج: "أنا متحمس لاكتشافنا آلية جديدة لتنظيم هرمون البرولاكتين، كنا نعلم أن خلايا الغدة النخامية تُنتج البرولاكتين، وأن هرمون الإستروجين يمكن أن يؤثر على هذه الخلايا لزيادة مستويات البرولاكتين، هنا، اكتشفنا دورًا جديدًا للإستروجين في تنظيم مستويات البرولاكتين، إذ يُنشّط خلايا مستقبلات الإستروجين ألفا في منطقة ما تحت المهاد، مما يُثبّط بدوره مستويات البرولاكتين أثناء الرضاعة، لهذه النتائج تطبيقات سريرية محتملة".

تُلقي الدراسة الضوء على كيفية دمج الدماغ للإشارات الهرمونية لتنظيم توازن الطاقة، مما قد يكون له آثار أوسع نطاقًا على فهم فرط برولاكتين الدم - ارتفاع مستويات البرولاكتين في الدم - والسمنة، وانقطاع الطمث، وغيرها من الحالات التي تتغير فيها مستويات البرولاكتين أو الإستروجين.

ويفتح هذا العمل آفاقًا واعدة لأبحاث مستقبلية حول التحكم الغدد الصماء العصبية في عملية الأيض.