الجمعة 02 مايو 2025 الموافق 04 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اختبار دم للكشف عن تسمم الحمل الشديد في منتصف الحمل

الإثنين 14/أبريل/2025 - 04:04 م
ارتفاع ضغط الدم أثناء
ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل


كشفت دراسةٌ عن إشارةٍ جزيئية في عينات الدم يُمكنها التنبؤ بتسمم الحمل والحالات المرتبطة به قبل أشهر من ظهور الأعراض السريرية.

تشير النتائج إلى نهجٍ جديدٍ للكشف عن المخاطر، قد يدعم الاستراتيجيات الدقيقة في مجال صحة الأم.

ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

تؤثر اضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل على واحدة من كل ست حالات حمل وهي السبب الرئيسي للأمراض والوفيات بين الأمهات في الولايات المتحدة، حيث تضاعف معدل الإصابة تقريبًا بين عامي 2007 و2019.

تظهر الحالات على نطاق واسع، بدءًا من الحالات التي تتطلب ولادة مبكرة شديدة، وصولًا إلى الحالات التي تنطوي على ارتفاعات طفيفة في ضغط الدم بعد الولادة.

لا تزال أسباب المرض غير مفهومة جيدًا، وقد طُرحت فرضيات حول أصول متعددة، بما في ذلك العدوى الفيروسية، وتنشيط المناعة، وخلل المشيمة.

لا يستوفي سوى 5% من الحوامل معايير الخطورة العالية، مثل ارتفاع ضغط الدم المزمن أو الإصابة السابقة بتسمم الحمل، أما بالنسبة للـ 95% المتبقية، فيعتمد الأطباء على مزيج من عوامل تنبؤية متوسطة، بما في ذلك العرق والحالة الاجتماعية والاقتصادية.

غالبًا ما يصعب تطبيق العوامل الديموغرافية سريريًا، وقد تُؤدي إلى تحيز في المخاطر. ولا تُستخدم أدوات التشخيص الحالية إلا بعد ظهور الأعراض.

تفاصيل الدراسة

في الدراسة التي نشرت في مجلة Nature Communications بعنوان "التصنيف الجزيئي لاضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل" ، أجرى الباحثون دراسة مراقبة مستقبلية متعددة المراكز للتحقيق فيما إذا كانت التصنيفات الفرعية الجزيئية في دم الأم يمكن أن تعمل على تحسين التعرف المبكر على مخاطر اضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.

تم تسجيل ما مجموعه 10,745 امرأة حاملًا فوق سن 18 عامًا، مع تضمين 9,102 عينة في التحليل النهائي.

جُمعت عينات الدم بين الأسبوع السابع عشر واليوم الرابع والأسبوع الثاني والعشرين من الحمل.

تم تجنيد المشاركات من 11 موقعًا سريريًا ومن خلال فصد الدم المتنقل.

استخلص الباحثون الحمض النووي الريبوزي (RNA) الخالي من الخلايا من دم الأم، وأنتجوا نسخًا جينية لنمذجة التعبير الجيني . قُسِّمت العينات حسب تاريخ جمعها إلى مجموعتين للتدريب والتحقق، حيث استُخدمت 5399 عينة لتطوير النموذج، بينما احتُفظ بـ 2829 عينة للاختبار.

حُدِّدت الأنواع الفرعية الجزيئية من خلال التعبير الجيني التفاضلي، وتم التحقق من صحتها في المجموعات الفرعية المُصنَّفة حسب شدتها السريرية.

برز نمطان مختلفان للتعبير الجيني. أظهرت إحدى المجموعتين ارتفاعًا في التعبير الجيني لجينات المشيمة، بما في ذلك PAPPA2، وارتبطت بتسمم الحمل المبكر أو الشديد الذي يتطلب ولادة مبكرة.

أما المجموعة الأخرى، فقد أظهرت ارتفاعًا في النسخ المناعية، وارتبطت بتسمم الحمل في موعده وارتفاع ضغط الدم الحملي.

بلغ أداء المُصنِّف لاضطرابات ارتفاع ضغط الدم المرتبطة بالمشيمة أقل من 0.88 لدى الأمهات المتقدمات في السن دون وجود عوامل خطر عالية.

بلغ متوسط ​​المهلة الزمنية من سحب الدم إلى الولادة 108 أيام للحالات المرتبطة بالمشيمة، و132 يومًا للحالات المرتبطة بالمناعة.

لم يُظهر فرط التعبير عن PAPPA2 أي ارتباط بالولادة المبكرة التلقائية، مما يُشير إلى خصوصية حالات ارتفاع ضغط الدم.

وُلد الأطفال الذين لا يعانون من عوامل خطر عالية والذين جاءت نتائج فحصهم إيجابية للنوع الفرعي المرتبط بالمشيمة أبكر بمتوسط ​​11.3 يومًا من الأطفال الذين جاءت نتائج فحصهم سلبية، أما بالنسبة للأطفال حديثي الولادة الذين أُدخلوا إلى العناية المركزة ، فقد بلغ متوسط ​​مدة الإقامة 14 يومًا للحالات الإيجابية، مُقارنةً بخمسة أيام للحالات السلبية.

مقارنةً بالمبادئ التوجيهية السريرية الحالية، أظهر المُصنِّف القائم على الحمض النووي الريبي (RNA) أداءً تنبؤيًا أقوى.

في حالات الأمهات المتقدمات في السن، كانت نسبة الاحتمالية الإيجابية أعلى بـ 15 مرة من توصيات فريق عمل الخدمات الوقائية الأمريكية (USPSTF)، بينما كانت نسبة الاحتمالية السلبية أقل بكثير (0.12 مقابل 0.38)، أما في الحالات المرتبطة بالمشيمة، فقد بلغت القيمة التنبؤية السلبية 99.7%.

تدعم النتائج استخدام فحص دم بسيط أثناء الرعاية الروتينية في منتصف الحمل لتحديد الأفراد المعرضين لخطر الإصابة باضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل قبل ظهور الأعراض.

​وتم الكشف عن الأنواع الفرعية الجزيئية في العينات التي جُمعت خلال فترة المسح التشريحي القياسي، وكانت مستقلة عن العرق أو التصنيفات السريرية التقليدية.