السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اختراق علمي.. دواء السكري الشائع قد يسهم في الوقاية من سرطان الدم

الخميس 17/أبريل/2025 - 11:22 ص
سرطان الدم.. أرشيفية
سرطان الدم.. أرشيفية


في إنجازٍ ملحوظ في مجال الطب، اكتشف العلماء أن الميتفورمين، دواء شائع يستخدم لعلاج السكري والذي يتناوله الملايين عالميًا، قد يقدم حماية غير متوقعة ضد أحد أشكال سرطان الدم النخاعي الحاد (AML). 

هذا الاكتشاف قدم أملًا جديدًا للمرضى المعرضين لخطر الإصابة بهذا النوع العدواني من السرطان، حيث يمكن أن يسهم في تعزيز استراتيجيات الوقاية والعلاج.

الميتفورمين للوقاية من سرطان الدم

أجرى الباحثون في جامعة كامبريدج دراسة مفصلة حول دور الميتفورمين في الوقاية من سرطان الدم لدى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر. 

وأكد البروفيسور فاسيليو، أحد القادة في هذا البحث، على أن سرطان الدم يتطلب استراتيجيات مختلفة عن تلك التي تُستخدم في معالجة السرطانات الصلبة، مثل سرطان الثدي أو البروستاتا، حيث يمكن استئصال الأورام جراحيًا إذا تم اكتشافها مبكرًا، وبدلاً من ذلك، يجب تحديد الأشخاص المعرضين للخطر واستخدام العلاجات المناسبة لمنع تطور السرطان في الجسم بشكل عام.

تفاصيل الدراسة

ركزت الدراسة المنشورة في مجلة Nature على الطفرة الجينية الأكثر شيوعًا المرتبطة بسرطان الدم النخاعي الحاد، وهي تلك التي تؤثر على جين يُدعى DNMT3A، يعرف أن التغيرات في هذا الجين تُساهم في 10% إلى 15% من حالات سرطان الدم النقوي الحاد.

من خلال استهداف التغيرات الجينية المبكرة، وُجد أن الميتفورمين يعطل مسار المرض من خلال التأثير على كيفية إنتاج الخلايا ما قبل السرطانية للطاقة، مما يمنع نموها وتطورها إلى سرطان الدم، كما أظهر الميتفورمين قدرة على إصلاح الأضرار الناتجة عن الجين المعيب DNMT3A، الذي يرتبط غالبًا بهذا النوع من السرطان.

قام الباحثون بتحليل البيانات الصحية لأكثر من 412,000 مشارك في البنك الحيوي البريطاني، ووجدوا أن الأفراد الذين يتناولون الميتفورمين كانوا أقل عرضة لتظهر لديهم تغيرات في جين DNMT3A، استمر هذا الارتباط حتى بعد مراعاة عوامل أخرى مثل داء السكري ومؤشر كتلة الجسم.

يتميز الميتفورمين بسجل طويل من السلامة، حيث تم استخدامه من قبل ملايين الأشخاص حول العالم مع آثار جانبية ضئيلة، هذا يجعل من إعادة استخدامه لأغراض جديدة، مثل الوقاية من سرطان الدم، أمرًا أكثر سهولة وسرعة مقارنة بعملية تطوير الأدوية الجديدة من الصفر، والتي تتطلب موارد ووقت طويل.

وأوضحت الدكتورة روبينا أحمد، مديرة الأبحاث في منظمة سرطان الدم في المملكة المتحدة، والتي قامت بتمويل الدراسة، أن إعادة استخدام أدوية مثل الميتفورمين والتي تعتبر آمنة ومتاحة على نطاق واسع، تعني إمكانية توفير علاجات جديدة للمرضى بسرعة أكبر، متفاديةً المسارات المطولة لتطوير الأدوية.