الجمعة 02 مايو 2025 الموافق 04 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دراسة تحذر: استخدام المضادات الحيوية بشكل متكرر للأطفال يؤذي صحتهم

الخميس 17/أبريل/2025 - 01:22 م
المضادات الحيوية..
المضادات الحيوية.. أرشيفية


لطالما اعتُبرت المضادات الحيوية أدويةً منقذة للحياة، إذ تساعد الجسم على مكافحة جميع الأمراض، من نزلات البرد الخفيفة إلى الالتهابات المُهددة للحياة كالالتهاب الرئوي، ومع ذلك، يُحذّر الباحثون الآن من أن الاستخدام المتكرر لـ المضادات الحيوية، وخاصةً خلال مرحلة الطفولة المبكرة، قد يكون له ثمن.

تفاصيل الدراسة

في دراسة جديدة نُشرت في مجلة الأمراض المعدية، حاول الباحثون دراسة كيفية ارتباط استخدام المضادات الحيوية بتطور الحالات الصحية المزمنة لدى الأطفال، ولتحقيق ذلك، حللوا السجلات الصحية لأكثر من مليون طفل رضيع في المملكة المتحدة، مُتتبعين تشخيصات مختلف الحالات المرضية طويلة الأمد لدى الأطفال حتى سن الثانية عشرة.

وجد الباحثون أن التعرض المتكرر للمضادات الحيوية لدى الأطفال قد يُخلّ بالتوازن الدقيق لميكروبات الأمعاء، مما يُمهّد الطريق لمجموعة من الحالات التحسسية في مراحل لاحقة من الحياة، بما في ذلك الربو وحساسية الطعام وحمى القش. 

كما أشارت الدراسة إلى وجود صلة بين استخدام المضادات الحيوية وخطر الإصابة بالإعاقات الذهنية، لكن الباحثين حذّروا من الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه الارتباطات.

قال دانيال هورتون، الباحث الرئيسي للدراسة، في بيان صحفي: "تلعب المضادات الحيوية دورًا حاسمًا في مكافحة الالتهابات البكتيرية، ولكن ينبغي على الأطباء توخي الحذر عند وصف المضادات الحيوية للأطفال دون سن الثانية، لأن الاستخدام المتكرر قد يؤثر على النتائج الصحية على المدى الطويل".

ومع ذلك، وجدت الدراسة أيضًا أن ليس كل الحالات الصحية لدى الأطفال مرتبطة باستخدام المضادات الحيوية. على سبيل المثال، لم يُعثر على ارتباط يُذكر بين المضادات الحيوية وخطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل الداء البطني، أو داء الأمعاء الالتهابي، أو التهاب المفاصل مجهول السبب لدى الأطفال.

وبالمثل، لم يجد الباحثون أي روابط قوية مع حالات النمو العصبي مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) أو اضطراب طيف التوحد (ASD).

كما وُجد أن العلاقة بين استخدام المضادات الحيوية والمخاطر الصحية تعتمد على مسار العلاج، أي أنه كلما زادت جرعات المضادات الحيوية التي يتناولها الأطفال، زادت المخاطر. 

حتى عند مقارنة الأشقاء الذين تناول أحدهم المضادات الحيوية مبكرًا والآخر لم يتناولها، كانت النتائج متشابهة، مما يجعل النتائج أكثر موثوقية.

قال هورتون، وهو أيضًا أستاذ مشارك في طب الأطفال وعلم الأوبئة في كلية روبرت وود جونسون الطبية وكلية روتجرز للصحة العامة، إن المضادات الحيوية أدوية مهمة، وقد تُنقذ الحياة أحيانًا، ولكن ليس كل عدوى لدى الأطفال الصغار تستدعي العلاج بالمضادات الحيوية. ينبغي على الآباء مواصلة استشارة أطباء أطفالهم بشأن أفضل مسار للرعاية.