السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل تصبح الأسنان المزروعة في المختبر بديلا للحشوات؟

السبت 19/أبريل/2025 - 01:47 م
زراعة الاسنان
زراعة الاسنان


قد يتمكن البالغون يومًا ما من زراعة أسنانهم البديلة بدلًا من حشوها، وذلك بفضل اكتشاف مهم للعلماء،يُقدّم هذا البحث طريقةً مُحتملةً لإصلاح الأسنان، وبديلا طبيعيا لعلاج الأسنان.

في حين أن بعض الحيوانات، مثل أسماك القرش والفيلة، تستطيع نمو أسنان جديدة باستمرار، فإن البشر لا يملكون سوى مجموعة واحدة منذ البلوغ.

ستمثل القدرة على تجديد الأسنان نقلة نوعية في طب الأسنان.

وعلى عكس الغرسات والحشوات، التي تكون ثابتة ولا يمكنها التكيف مع مرور الوقت، فإن الأسنان المزروعة في المختبر والمصنوعة من خلايا المريض نفسه يمكن أن تندمج بسلاسة في الفك وتصلح نفسها مثل الأسنان الطبيعية.

قام علماء في كلية كينجز لندن باستكشاف الأسنان المزروعة في المختبر لأكثر من عقد من الزمان.

حشوات الأسنان ليست الحل الأمثل

قال الدكتور شيويه تشن تشانج من كلية طب الأسنان وعلوم الفم والوجه والفكين بكلية كينجز لندن: "الحشوات ليست الحل الأمثل لإصلاح الأسنان،فمع مرور الوقت، تُضعف بنية الأسنان، وتقصر عمرها الافتراضي، وقد تؤدي إلى مزيد من التسوس أو الحساسية، لب زراعة الأسنان جراحةً باضعة ومزيجًا جيدًا من الغرسات والعظم السنخي. كلا الحلين صناعيان ولا يُعيدان وظيفة الأسنان الطبيعية بالكامل، مما قد يؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد"

الأسنان المزروعة في المختبر تتجدد بشكل طبيعي، وتندمج في الفك كالأسنان الحقيقية،ستكون أقوى وأطول عمرًا، وخالية من مخاطر الرفض، مما يوفر حلاً أكثر ديمومة وتوافقًا بيولوجيًا من الحشوات أو الغرسات.

في أحدث دراسة نُشرت في مجلة ACS Macro Letters، توصل فريق كينج بالتعاون مع إمبريال كوليدج لندن، إلى اكتشاف مهم حول البيئة اللازمة لنمو الأسنان في المختبر،وقد نجحوا الآن في إدخال نوع خاص من المواد يُمكّن الخلايا من التواصل فيما بينها.

هذا يعني أن خلية واحدة يمكنها "إخبار" خلية أخرى بفعالية بالبدء بالتمايز إلى خلية سن.

يُحاكي هذا بيئة نمو الأسنان، ويُمكّن العلماء من إعادة إنتاج عملية نمو الأسنان في المختبر.

قال تشانج: "لقد طورنا هذه المادة بالتعاون مع إمبريال كوليدج لمحاكاة البيئة المحيطة بخلايا الجسم، والمعروفة باسم المصفوفة، هذا يعني أنه عندما أدخلنا الخلايا المزروعة، تمكنت من إرسال إشارات لبعضها البعض لبدء عملية تكوين الأسنان.

باءت المحاولات السابقة بالفشل، إذ أُرسلت جميع الإشارات دفعةً واحدة. أما هذه المادة الجديدة، فتُطلق إشاراتٍ ببطءٍ مع مرور الوقت، مُحاكيةً ما يحدث في الجسم.

وبعد أن نجحوا في إنشاء البيئة اللازمة لنمو الأسنان، يواجه العلماء الآن التحدي المتمثل في نقلها من المختبر إلى أفواه المرضى.

وأضاف تشانج: "لدينا أفكار مختلفة لزرع الأسنان داخل الفم، يمكننا زرع خلايا الأسنان الصغيرة في موقع السن المفقود وتركها تنمو داخل الفم، أو يمكننا تخليق السن كاملةً في المختبر قبل زرعها في فم المريض، في كلا الخيارين، نحتاج إلى بدء عملية نمو الأسنان المبكرة جدًا في المختبر".

يُعد هذا البحث جزءًا من جهد أوسع في مجال الطب التجديدي، يهدف إلى تسخير علم الأحياء لإصلاح أو استبدال أجزاء الجسم التالفة، فبدلًا من الاعتماد على مواد صناعية مثل الغرسات المعدنية أو أطقم الأسنان، يعمل الباحثون على إنتاج بدائل طبيعية باستخدام الخلايا الجذعية والبيئات المُهندَسة بيولوجيًا.