السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل فقدان السمع يعزز خطر الخرف؟.. نتائج دراسة جديدة تسلط الضوء

الثلاثاء 22/أبريل/2025 - 03:52 م
الخرف وعلاقته بفقدان
الخرف وعلاقته بفقدان السمع.. أرشيفية


أكد فريق بحثي من مؤسسات متعددة، مثل كولومبيا وفاندربيلت وجونز هوبكنز، أن حوالي ثلث حالات الخرف الجديدة بين كبار السن ترتبط بفقدان السمع، وفقًا لنمذجة إحصائية تعتمد على بيانات السكان.

الخرف وعلاقته بفقدان السمع

من المتوقع أن يزداد معدل انتشار الخرف عالميًا بمقدار ثلاثة أضعاف في العقود القادمة، مما أدى إلى توجيه الجهود للحد من هذه الظاهرة نحو عوامل الخطر القابلة للتعديل، حيث برز فقدان السمع كأحد المؤشرات المحتملة بسبب تأثيره على أكثر من ثلثي كبار السن في الولايات المتحدة.

تتراوح التقديرات السابقة لنسبة الخرف المرتبط بفقدان السمع في الولايات المتحدة بين 2% و19%. يعود هذا التباين جزئيًا إلى اختلاف طرق قياس فقدان السمع، حيث تعتمد العديد من الدراسات على المعلومات الذاتية التي قد تقلل من تقدير ضعف السمع السريري لدى كبار السن، ولا تزال الفرضية حول إمكانية تقليل خطر الخرف من خلال معالجة فقدان السمع غير واضحة.

في دراسة بعنوان "النسبة السكانية المُعزاة لحالات الخرف المُصاحبة لفقدان السمع"، نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA Otolaryngology - Head & Neck Surgery)، قام الباحثون بتنفيذ دراسة استباقية لحساب النسبة السكانية لحالات الخرف المرتبطة بفقدان السمع بين كبار السن، مع تحليل الفروق حسب العمر والجنس والعرق وطريقة قياس فقدان السمع.

شملت الدراسة 2946 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 66 و90 عامًا، وغير مصابين بالخرف عند بدء الدراسة، وتم تسجيلهم عبر أربع ولايات بين 2011 و2019، مع تقييم واحد للسمع في عام 2016-2017. 

تم قياس فقدان السمع موضوعيًا باستخدام قياس السمع بالنغمة النقية، وذاتيًا من خلال التقارير الشخصية، وتم تشخيص حالات الخرف بناءً على خوارزمية موحدة تجمع بين الاختبارات النفسية العصبية، ومقابلات المُبلغين، والسجلات الطبية.

أظهر التحليل أن فقدان السمع ذي الدلالة السريرية كان حاضرًا لدى 66.1% من المشاركين، وخلال فترة المتابعة، أصيب 9.9% من الذين يعانون من فقدان السمع بالخرف، مقارنة بـ 4.7% ممن كانوا يتمتعون بسمع طبيعي.

تشير النتائج إلى أن حوالي 32% من حالات الخرف (بفاصل ثقة 95%، 11%-46.5%) يمكن أن تُعزى إلى فقدان السمع، وتمثل نسبة فقدان السمع الخفيف 16.2% (بفاصل ثقة 95%، 4.2%-24.2%)، بينما بلغ فقدان السمع المتوسط أو الشديد 16.6% (بفاصل ثقة 95%، 3.9%-24.3%).

بين المشاركين الذين تبلغ أعمارهم 75 عامًا فأكثر، يُقدر أن نحو 31% من حالات الخرف قد ترتبط بفقدان السمع، مع نطاق ثقة يصل بين -6 و53%، فيما لوحظت معدلات مماثلة، ولكن غير مؤكدة إحصائيًا، لدى النساء (حوالي 31%) والمشاركين البيض (حوالي 28%).

كما أظهر فقدان السمع المبلغ عنه ذاتيًا ارتباطًا بانخفاض خطر الإصابة بالخرف، لكن دون دلالة إحصائية، ولم يُعتبر أي جزء من السكان يُعزى إلى فقدان السمع الذاتي بسبب نسبة خطر أقل من 1.

تشير نتائج الدراسة إلى أن طرق قياس فقدان السمع المختلفة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على تقدير عبء الخرف. لذلك، يُستحسن أن تركز الأبحاث المستقبلية على استخدام التقييمات الموضوعية للسمع لزيادة دقة تقديرات خطر الخرف المرتبط بفقدان السمع.

من المهم الإشارة إلى أن الدراسة لم تتناول تدهور السمع بمرور الوقت، بل تم قياس فقدان السمع عند نقطة واحدة قبل ظهور أي علامات للخرف.