الجمعة 02 مايو 2025 الموافق 04 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دواء شائع للسكري قد يمنع الإصابة بسرطان الدم

الأربعاء 23/أبريل/2025 - 01:17 ص
سرطان الدم
سرطان الدم


أشارت دراسة أُجريت على الفئران إلى أن الميتفورمين، وهو دواء شائع الاستخدام وبأسعار معقولة لعلاج السكري، قد يقي من الإصابة بأحد أشكال سرطان الدم النخاعي الحاد لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به.

وستكون هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث في التجارب السريرية لتأكيد فعالية هذا الدواء لدى المرضى.

نشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature.

سرطان الدم النخاعي الحاد

سرطان الدم النخاعي الحاد (AML) هو شكل عدواني من سرطان الدم يصعب علاجه.

بفضل التطورات الحديثة، يُمكن تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الدم النخاعي الحاد قبل سنوات من الإصابة به باستخدام فحوصات الدم وتحليل الحمض النووي للدم، ولكن لا يوجد علاج مناسب يمنع تطور المرض لديهم.

في هذه الدراسة، بحث البروفيسور جورج فاسيليو وزملاؤه في جامعة كامبريدج في كيفية منع تطور خلايا الدم الجذعية غير الطبيعية ذات التغيرات الجينية إلى سرطان الدم النخاعي الحاد (AML).

ركز البحث على التغير الجيني الأكثر شيوعًا، والذي يؤثر على جين يُسمى DNMT3A، وهو المسؤول عن بدء 10-15% من حالات سرطان الدم النخاعي الحاد.

وقال البروفيسور فاسيليو الذي شارك في قيادة الدراسة: "يُشكّل سرطان الدم تحديات فريدة مقارنةً بالسرطانات الصلبة كالثدي أو البروستاتا، والتي يُمكن استئصالها جراحيًا إذا كُشِفَت مُبكّرًا، في سرطانات الدم، نحتاج إلى تحديد الأشخاص المُعرّضين للخطر، ثمّ استخدام العلاجات الطبية لوقف تطوّر السرطان في جميع أنحاء الجسم".

قام فريق البحث بفحص خلايا دم جذعية من فئران أظهرت نفس التغيرات في جين DNMT3A التي لوحظت في الخلايا ما قبل السرطانية لدى البشر، وباستخدام تقنية فحص شاملة للجينوم، أظهروا أن هذه الخلايا تعتمد على استقلاب الميتوكوندريا أكثر من الخلايا السليمة، مما يجعل هذه نقطة ضعف محتملة.

أكد الباحثون أن الميتفورمين، وغيره من الأدوية المستهدفة للميتوكوندريا، أبطأ بشكل ملحوظ نمو خلايا الدم الحاملة للطفرات لدى الفئران.

كما أظهرت تجارب أخرى أن الميتفورمين قد يكون له التأثير نفسه على خلايا الدم البشرية الحاملة للطفرة DNMT3A.

قالت الدكتورة مالجورزاتا جوزديكا، المؤلفة الرئيسية للبحث: "الميتفورمين دواء يؤثر على استقلاب الميتوكوندريا، وتحتاج هذه الخلايا ما قبل السرطانية إلى هذه الطاقة لمواصلة نموها، بمنع هذه العملية، نمنع الخلايا من التوسع والتقدم نحو سرطان الدم النخاعي الحاد، مع عكس الآثار الأخرى لجين DNMT3A المتحور".

بالإضافة إلى ذلك، نظرت الدراسة في بيانات أكثر من 412 ألف متطوع من البنك الحيوي البريطاني، ووجدت أن الأشخاص الذين يتناولون الميتفورمين كانوا أقل عرضة لتغيرات في جين DNMT3A، وظل هذا الارتباط قائمًا حتى بعد مراعاة العوامل التي قد تؤثر على النتائج، مثل حالة السكري ومؤشر كتلة الجسم.

وأضاف البروفيسور برايان هانتلي، المؤلف الرئيسي المشارك للبحث: "يبدو أن الميتفورمين محدد للغاية لهذه الطفرة، وليس علاجًا عامًا. هذه التحديدية تجعله فعالًا للغاية كاستراتيجية وقائية مستهدفة".

وتابع: "لقد أجرينا أبحاثًا مكثفة، بدءًا من الدراسات الخلوية ووصولًا إلى البيانات البشرية، لذا وصلنا الآن إلى مرحلةٍ قدّمنا فيها حججًا قويةً للمضي قدمًا في التجارب السريرية، والأهم من ذلك، أن عدم سمية الميتفورمين سيُشكّل ميزةً كبيرةً، إذ يستخدمه ملايين الأشخاص حول العالم بالفعل، ويتمتع بسجلٍّ راسخٍ من السلامة".

ستركز المرحلة التالية من هذا البحث على التجارب السريرية لاختبار فعالية الميتفورمين لدى الأشخاص الذين يعانون من تغيرات في جين DNMT3A، والذين يزداد لديهم خطر الإصابة بسرطان الدم النقوي الحاد (AML).

ونظرًا لاعتماد الميتفورمين واستخدامه على نطاق واسع لعلاج داء السكري، فإن استراتيجية إعادة الاستخدام هذه قد تُقلل بشكل كبير من الوقت اللازم لتوفير علاج وقائي جديد للمرضى.

وبالرغم من أن هذا البحث في مراحله المبكرة واعد، إلا أن هناك حاجة لإجراء تجارب سريرية لمعرفة مدى فائدة هذا الدواء للناس.