الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الدكتور إيهاب الخراط يكتب: كيف تمنع المدمن من الانتحار؟

الخميس 20/أكتوبر/2022 - 02:33 م
الدكتور إيهاب الخراط  استشاري
الدكتور إيهاب الخراط  استشاري علاج الادمان


أظهرت دراسة كبرى في الولايات المتحدة الأمريكية أن الوفيات بسبب الانتحار بين من يعانون من اضطراب استخدام المواد (مدمني المخدرات) تزيد عن الوفيات بالانتحار بين عموم السكان بعشر مرات (أي بنسبة ألف في المائة). ووجدت أثار استخدام الكحول بصورة زائدة في22% من جثامين المنتحرين وآثار مواد أخرى مغيرة للحالة المزاجية (مخدرات) في 20% منهم.

 

5% ممن يعانون من اضطراب استخدام المواد (الإدمان) يموتون منتحرين. بينما لا تزيد نسبة من يموتون بسبب زيادة الجرعة عن 1%. وربما من يتوفون بأمراض متصلة بالإدمان أو من جراء الحوادث وغيرها نحو 4%.   

 

يجب أن يؤخذ أي حديث عن الانتحار بجدية كاملة. الوهم الشائع أن من يتكلمون عن الانتحار لا يقدمون عليه وهم مؤذ وعارِ تماما من الصحة. الواقع أن 90% من الذين انتحروا قاموا بإبلاغ شخص واحد أو أكثر عن نيتهم في الانتحار مرة أو عدة مرات، شفويا أو عن طريق رسالة مكتوبة. 

كيف تمنع المدمن من الانتحار 

عليك أن تأخذ هذا الحديث بجدية حتى لو شعرت أن هذا الحديث تهديد فارغ (تهويش) أو محاولة لجذب الانتباه أو للضغط على الآخرين للحصول على أموال أو مكاسب أو طلبات أخرى أو لتجنب اللوم واستجلاب التعاطف. 

 

هناك كثيرون ماتوا فعلًا بينما كانوا لا يقصدون إلا تمثيل محاولة انتحار، حيث لم يستطيعوا التحكم في تقدير الجرعة أو المسدس أو سقطوا دون قصد من ارتفاع كبير (أي جت الطوبة في المعطوبة). 

 

يجب على المشير أن يحكم على حدة الوضع ودرجة الخطورة من خلال التقييم إلى خمس مراحل. ومن ثم يجب عليه اتّخاذ الخطوات اللازمة لمنع حدوث الانتحار.

 

هناك وهم مؤذ وشائع أيضا، إن سؤال العميل عن الانتحار وكيف يفكر فيه وهل حاول قبل ذلك قد يثير أفكار الانتحار في ذهنه. على النقيض من هذا السؤال عن شدة أفكار الانتحار قد ينقذ كثيرين. ويمكن تقسيم خطورة احتمال الانتحار إلى عدة مراحل:

 المرحلة الأولى التفكير في الموت. تسأله هل تفكر في الموت كثيرًا؟ حدثني أكثر عن تفكيرك هذا؟

المرحلة الثانية الرغبة في الموت. إذا أجاب بنعم عن أسئلة المرحلة الأولى تسأله: هل تريد أن  تموت؟ كلمني أكثر عن هذه الرغبة؟

 المرحلة الثالثة التفكير في الانتحار. تسأله هل تفكر في الانتحار؟ ولماذا قد تفكر أن الانتحار فكرة جيدة؟ ثم لماذا قد تفكر أن الانتحار فكرة سيئة؟ في هذه المرحلة إذا شعرت بجدية تفكيره في الانتحار فعليك ألا تراعي السرية وأن تخبر أهله وطبيب نفسي.

المرحلة الرابعة هل لدى العميل خطط للانتحار؟

المرحلة الخامسة هل حاول الانتحار من قبل؟

بداية من المرحلة الرابعة يجب عليك إبلاغ من يستطيع معاونة من يفكر بالانتحار ومن يملك إن لزم الأمر إجباره أو إلزامه بالعلاج: الأهل وطبيب نفسي مثلًا. لا يوجد التزام بالسرية أو الخصوصية في هذه الحالة إطلاقًا.

أحيانا يكون من المفيد الاتفاق مع المستشير على مجرد تأجيل القرار ويستحسن تحديد ميعاد معه يتعهد فيه كتابة بعدم إيذاء نفسه حتى يراك ثانية في الموعد والأفضل جعله يوقع على اتفاق مكتوب بينك وبينه بهذا ثم نؤجل ثانية وهكذا. مثال:

اتفاق ملزم

 

أتعهد أنا...................................بألا أؤذي نفسي حتى مقابلتي القادمة مع........................ يوم...... الساعة.

 

توقيع: 

من يصارعون الأفكار والسلوكيات الانتحارية يمكنهم في لحظة أن يفقدوا حياتهم مهما كانت درجة إيمانهم أو مدى قربهم من الله. وأكثر من يصارعون مع هذه الأفكار هم المدمنون ومن يعانون من اضطراب الشخصية الحدية، أو الاكتئاب أيضا يعانون من الأفكار الانتحارية.

ونقتطف بتصرف هذه الاقتراحات من أحد أهم المراكز الطبية في العالم (مايو كلينك):

اسأل هذه الأسئلة وبعضها مغلق:

  1. كيف تتكيف مع ما قد حدث لك في حياتك؟
  2. هل شعرت يومًا بالاستسلام؟ احكِ لي أكثر عن هذا.
  3. هل تفكر في الموت؟ من فضلك كلمني عن أسباب هذا التفكير.
  4. هل تفكر في إيذاء نفسك؟
  5. هل تفكر في الانتحار؟
  6. هل سبق لك التفكير في الانتحار، أو حاولت إيذاء نفسك؟
  7. هل فكرت في الطريقة أو الوقت الذي تقوم فيه بذلك؟
  8. هل يمكنك الوصول إلى الأسلحة أو الأشياء التي قد تستخدم كأسلحة لإيذاء نفسك؟

في كل كلامك معه احرص على المواجدة والاحترام والدفء من غير استحواذ. وتذكر أنه حتى بالرغم من أن الشخص الذي يفكر بالانتحار قد لا يفكر بشكل منطقي، فمشاعره حقيقية. وعدم احترام مشاعر الشخص قد يؤول إلى إغلاق باب التواصل.

 تجنب المجاملة أو إطلاق الأحكام، على سبيل المثال، لا تقل للشخص: قد تسوء الأمور أو معك أشياء كثيرة تتيح لك أن تعيش جيدًا. بل اطرح أسئلة مفتوحة  مثل:

 ما السبب في شعورك بهذه الدرجة الكبيرة من السوء؟ ما الذي يمكن أن يجعلك تشعر بتحسن؟ أو كيف يمكنني مساعدتك؟ لا تعد الشخص مطلقًا بالحفاظ على سرية مشاعره الانتحارية: كن متفهمًا، بل وقد توضح إن لزم الأمر أنه قد يتحتم عليك البوح بهذا السر إذا ظننت أن حياة الشخص في خطر. 

حاول طمأنة الشخص بأن الأمور قد ستتحسن. قد يبدو له وكأن من المستحيل أن تتحسن الأمور. لكن حاول طمأنة الشخص بأنه من خلال العلاج المناسب، يمكنه إيجاد طرق أخرى للتكيف مع ظروفه كما يمكنه الشعور مرة أخرى بأن الحياة تستحق أن تعاش.

 شجعه على تجنب تناول الكحوليات أو تعاطي المخدرات، قد يبدو للوهلة الأولى أن تعاطي المخدرات أو تناول الكحوليات قد يخفف من المشاعر المؤلمة، ولكن الأمر يؤول في النهاية إلى تفاقم الوضع؛ فقد يؤدي إلى السلوك المتهور أو الشعور بمزيد من الاكتئاب.