الجمعة 02 مايو 2025 الموافق 04 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

كيف يتم تحفيز الخلايا المناعية لعلاج الألم بشكل طبيعي؟

الثلاثاء 29/أبريل/2025 - 11:24 ص
الخلايا المناعية
الخلايا المناعية


اكتشف العلماء آلية جديدة تعمل عبر خلية مناعية، وتُشير إلى طريقة مختلفة لعلاج الألم المزمن، حيث يمكن للهرمونات الأنثوية تحفيز الخلايا المناعية لإنتاج المواد الأفيونية التي تقمع الألم بشكل طبيعي.

وقد وجدت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أن الهرمونات الأنثوية قادرة على كبح الألم عن طريق حث الخلايا المناعية القريبة من النخاع الشوكي على إنتاج المواد الأفيونية، وهذا يوقف إشارات الألم قبل وصولها إلى الدماغ.

علاجات جديدة للألم المزمن

قد يُسهم هذا الاكتشاف في تطوير علاجات جديدة للألم المزمن، كما قد يُفسر سبب فعالية بعض مسكنات الألم لدى النساء أكثر من الرجال، وسبب معاناة النساء بعد انقطاع الطمث من ألم أكبر.

يكشف العمل عن دور جديد تمامًا للخلايا المناعية التنظيمية T (T-regs)، المعروفة بقدرتها على تقليل الالتهاب.

قالت الدكتورة إيلورا ميدافين، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "إن وجود تأثير مرتبط بالجنس على هذه الخلايا - مدفوعًا بالإستروجين والبروجيستيرون - وعدم ارتباطه إطلاقًا بأي وظيفة مناعية، أمرٌ غير مألوف".

قام الباحثون بدراسة الخلايا التنظيمية التائية في الطبقات الواقية التي تُغلف الدماغ والحبل الشوكي لدى الفئران.

حتى الآن، كان العلماء يعتقدون أن هذه الأنسجة، المسماة السحايا، تقتصر وظيفتها على حماية الجهاز العصبي المركزي والتخلص من الفضلات. ولم تُكتشف الخلايا التنظيمية التائية هناك إلا في السنوات الأخيرة.

قال الدكتور ساكِن كاشيم، أستاذ مساعد في الأمراض الجلدية: "ما نُظهره الآن هو أن الجهاز المناعي يستخدم السحايا للتواصل مع الخلايا العصبية البعيدة التي تستشعر الإحساس على الجلد، وهذا أمر لم نكن نعرفه من قبل".

يبدأ هذا الاتصال عندما تستشعر خلية عصبية، غالبًا ما تكون قريبة من الجلد، شيئًا قد يُسبب الألم. ثم تُرسل الخلية العصبية إشارة إلى الحبل الشوكي.

وجد الفريق أن السحايا المحيطة بالجزء السفلي من النخاع الشوكي تحتوي على وفرة من الخلايا التنظيمية التائية.

ولمعرفة وظيفتها، قام الباحثون بتدمير هذه الخلايا باستخدام سم.

كان التأثير مذهلاً: فبدون الخلايا التنظيمية التائية، أصبحت إناث الفئران أكثر حساسية للألم، بينما لم يكن الأمر كذلك بالنسبة للفئران الذكور.

يشير هذا الاختلاف بين الجنسين إلى أن إناث الفئران تعتمد بشكل أكبر على الخلايا التنظيمية التائية للتحكم في الألم.

قال كاشيم، الذي شارك في قيادة الدراسة مع الدكتور آلان باسباوم: "كان الأمر مثيرًا للاهتمام ومُحيّرًا في آنٍ واحد. بل أثار شكوكي في البداية".

وكشفت تجارب أخرى عن علاقة بين الخلايا التنظيمية التائية والهرمونات الأنثوية لم يرها أحد من قبل: حيث كان هرمون الإستروجين والبروجيستيرون يحثان الخلايا على إنتاج هرمون إنكيفالين المسكن للألم.

يأمل الفريق في الإجابة على سؤالٍ في دراسةٍ مستقبليةٍ حول كيفية قيام الهرمونات بهذا الأمر. ولكن حتى في غياب هذا الفهم، من المرجح أن يُفضي الوعي بهذا المسار المرتبط بالجنس إلى مناهج جديدةٍ ضروريةٍ لعلاج الألم.

على المدى القصير، قد يساعد ذلك الأطباء على اختيار الأدوية الأكثر فعالية للمريض، حسب جنسه.

على سبيل المثال، من المعروف أن بعض علاجات الصداع النصفي أكثر فعالية لدى النساء منها لدى الرجال.

قد يكون هذا مفيدًا بشكل خاص للنساء اللاتي مررن بانقطاع الطمث ولم يعد أجسامهن تنتج هرمون الإستروجين والبروجسترون، والعديد منهن يعانين من آلام مزمنة.

بدأ الباحثون في البحث في إمكانية هندسة الخلايا التنظيمية التائية لإنتاج الإنكيفالين بشكل مستمر في كل من الرجال والنساء.

وقال باسباوم: "إذا نجح هذا النهج، فإنه قد يغير حياة ما يقرب من 20% من الأميركيين الذين يعانون من آلام مزمنة لا يتم علاجها بشكل كاف".