تقصر مدة الحمى عند الأطفال.. فوائد مذهلة لمكملات البروبيوتيك

وجدت تجربة سريرية أن خليطًا من البروبيوتيك يُقلل بشكل ملحوظ من مدة الحمى لدى الأطفال المصابين بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي.
وقد شهد الأطفال الذين تلقوا خليطًا من البروبيوتيك يحتوي على بيفيدوباكتيريوم بريف إم-16في، وبيفيدوباكتيريوم لاكتيس إتش إن 019، ولاكتوباسيلوس رامنوسوس إتش إن 001 انخفاضًا في الحمى لمدة يومين في المتوسط، مقارنةً بمن تلقوا علاجًا وهميًا.
نُشر البحث في مجلة JAMA Network Open.

التهابات الجهاز التنفسي العلوي
تُعد التهابات الجهاز التنفسي العلوي من أكثر الأمراض شيوعًا لدى الأطفال الصغار.
وتشير التقارير إلى أن الأطفال يُصابون عادةً بـ5 إلى 8 التهابات في الجهاز التنفسي العلوي سنويًا، وخاصةً في السنوات الخمس الأولى من العمر.
تُعد الحمى عرضًا شائعًا وسببًا رئيسيًا لمراجعة الرعاية الصحية، مما يُسهم غالبًا في سوء استخدام المضادات الحيوية.
لا تُفيد المضادات الحيوية في علاج العدوى الفيروسية، التي تُمثل غالبية الحالات.
يمكن لإدارة الأعراض الحالية باستخدام خافضات الحرارة، مثل الأسيتامينوفين (الباراسيتامول)، أن تخفض درجة حرارة الجسم مؤقتًا دون تقليل مدة الحمى.
وقد أظهرت البروبيوتيك قدرة على تعديل الاستجابات المناعية، إلا أن الأدلة السريرية المتعلقة بدورها في علاج التهابات الجهاز التنفسي لدى الأطفال محدودة.
في الدراسة التي تحمل عنوان "البروبيوتيك ومدة الحمى عند الأطفال المصابين بعدوى الجهاز التنفسي العلوي: تجربة سريرية عشوائية"، أجرى الباحثون تجربة سريرية عشوائية ثلاثية التعمية وخاضعة للتحكم الوهمي لتقييم ما إذا كان خليط البروبيوتيك يمكن أن يقلل مدة الحمى عند الأطفال المصابين بعدوى الجهاز التنفسي العلوي.
أُجريت الدراسة في قسم طوارئ الأطفال بميلانو، وشملت أطفالًا تتراوح أعمارهم بين 28 يومًا و4 سنوات، يعانون من حمى (≥38.5 درجة مئوية) والتهابات الجهاز التنفسي العلوي. وشمل تحليل نية العلاج 87 طفلًا تلقوا إما مزيج البروبيوتيك لمدة 14 يومًا (عددهم 37) أو دواءً وهميًا (عددهم 50).
ركزت النتيجة الأولية على مدة الحمى، والتي تُعرّف بعدد الأيام بين أول وآخر يوم حمى مُسجّل.
شملت النتائج الثانوية معدلات وصف المضادات الحيوية بعد الخروج من المستشفى، ومعدلات الإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية.
سجّل مقدمو الرعاية مدة الحمى، وأُجريت متابعة هاتفية لتقييم الالتزام بالعلاج والآثار الجانبية.
أشارت النتائج إلى أن الأطفال في مجموعة البروبيوتيك عانوا من حمى أقصر بكثير من الأطفال في مجموعة الدواء الوهمي.
بلغ متوسط مدة الحمى 3 أيام في مجموعة البروبيوتيك مقارنةً بـ 5 أيام في مجموعة الدواء الوهمي.
أظهر تحليل انحدار بواسون، المُعدّل حسب العمر والجنس وتناول المضادات الحيوية، أن مكملات البروبيوتيك ارتبطت بنسبة خطر استمرار الحمى بلغت 0.64.
كانت الآثار الجانبية، بما في ذلك الإمساك وآلام البطن، نادرة ومتشابهة بين المجموعتين، ولم تُلاحظ أي آثار ملحوظة على معدلات وصف المضادات الحيوية أو حالات الإسهال المرتبطة بها، ولم تُسجّل أي مخاوف ذات دلالة تتعلق بالسلامة.
يُقرّ المؤلفون بوجود بعض القيود، بما في ذلك تصميم المركز الواحد والاعتماد على قياسات درجة الحرارة المُبلّغ عنها من قِبَل مُقدّم الرعاية.
لم تُميّز التجربة بين التهابات الجهاز التنفسي العلوي البكتيرية والفيروسية، وربما يكون المشاركون قد تلقوا البروبيوتيك في مراحل مختلفة من المرض.
وأشار الباحثون إلى أنه في حين ركزت الدراسات السابقة حول البروبيوتيك في المقام الأول على الوقاية بدلاً من العلاج، فإن هذه التجربة تقدم أدلة تدعم دورها العلاجي المحتمل كعلاج مساعد لالتهابات الجهاز التنفسي العلوي عند الأطفال.