هل يؤدي خلل الخلايا المناعية في الجهاز الهضمي إلى الإصابة بمرض كرون؟
كشف فريق بحثي عن آليات لخلل في وظائف الخلايا المناعية قد يؤدي إلى الإصابة بمرض كرون، وفقًا لنتائج نُشرت في مجلة ساينس إيمونولوجي.
وقال الباحثون إن اكتشافهم يُقدم فهمًا أفضل لتطور المرض، وقد يُسهم في تطوير وتصميم علاجات جديدة للوقاية من الالتهاب قبل ظهوره في هذا الاضطراب المزمن.
مرض كرون
مرض كرون هو داء التهابي معوي يُسبب التهابًا مزمنًا في الجهاز الهضمي، وتشمل أعراضه ألمًا في البطن، وإسهالًا، وفقدانًا للوزن، وفقر دم، وإرهاقًا.
الالتهاب هو استجابة الجسم الطبيعية للعدوى أو الإصابة، ولكن استمراره وعدم علاجه قد يُسبب تلفًا للخلايا والأنسجة والأعضاء السليمة.
تُعبِّر خلايا الدم البيضاء في الجهاز الهضمي، والمعروفة باسم الخلايا الليمفاوية داخل الظهارة، عن مستقبلات الخلايا التائية جاما دلتا (مستقبلات غاما دلتا IELs)، التي تمنع العدوى وتوفر مراقبة للحاجز المعوي.
غالبًا ما تنخفض هذه المستقبلات لدى مرضى داء كرون النشط.
وقال الباحثون إن دراستهم هي الأولى التي تظهر أن الخلايا الظهارية جاما دلتا IELs ضرورية للحفاظ على التوازن بين الاستجابات المناعية المؤيدة للالتهابات والتنظيمية، وأن هذه الخلايا تتضرر أثناء بداية وتقدم الالتهاب طويل الأمد في الأمعاء الدقيقة السفلية.
كشفت دراسات سابقة لتقييم خزعات المرضى عن انخفاض في مستويات غاما دلتا IELs لدى المصابين بمرض التهاب الأمعاء النشط.
ومع ذلك، لم يكن معروفًا ما إذا كان فقدان هذه الخلايا سببًا أم نتيجةً للمرض، وفقًا للباحثة المشاركة الدكتورة كارين إيدلبلوم.
وقال الباحثون: "تُظهر نتائجنا الآن أن مستويات جاما دلتا IELs تنخفض بشكل ملحوظ قبل أسابيع من ظهور الدليل السريري أو النسيجي للمرض في نموذج فأر مصاب بالتهاب اللفائفي الشبيه بمرض كرون، علاوة على ذلك، تمكنا من إنشاء جدول زمني للأحداث التي أدت إلى اختلال تنظيم مستويات جاما دلتا IELs، والذي يعكس نتائج دراسات سابقة أجريت على مرضى يعانون من داء التهاب الأمعاء".
استخدم الباحثون نموذجًا فئرانيًا لالتهاب شبيه بالتهاب داء كرون في الأمعاء الدقيقة السفلية لتحليل الأمراض البشرية.
قبل بدء تلف الأنسجة، وجدوا أن البروتينات المؤيدة للالتهابات أضعفت التواصل بين مستقبلات غاما دلتا IELs والخلايا الظهارية المعوية المجاورة.
نتيجةً لذلك، لم تصمد غالبية هذه الإشارات الكهربية اللاإرادية غاما دلتا، وتضررت مراقبة الحاجز بشكل كبير.
كما حدد فريق البحث أن إشارات الكهربية اللاإرادية جاما دلتا فقدت قدرتها على تثبيط إشارات الكهربية اللاإرادية الأخرى المؤيدة للالتهابات والمسؤولة عن تلف الأنسجة، مما يشير إلى أن الفقدان المبكر لإشارة الكهربية اللاإرادية جاما دلتا التنظيمية قد يساهم في تنشيط الالتهاب في داء كرون.
قال الباحثون إن فقدان مستويات جاما دلتا IELs يمكن استخدامه كمؤشر حيوي تنبؤي لانتكاس المرض أو استجابة المريض للعلاج.
إضافةً إلى ذلك، قد يوفر تطوير علاجات مستقبلية تُعزز وظيفة مستويات جاما دلتا IELs طريقةً جديدةً للحفاظ على هدأة المرض لدى مرضى التهاب الأمعاء، أو منع تطوره لدى الأفراد المعرضين للإصابة.
