التحذير من مخاطر الاستهلاك المزمن للسكروز.. كيف يؤثر على الجسم؟
كشف باحثون عن فهم شامل للآثار الضارة للمشروبات المحلاة بالسكر (SSBs) على صحة الإنسان، باستخدام نموذج فأر ما قبل السريري الذي يحاكي أنماط الاستهلاك البشري عن كثب.
تسلط الدراسة، التي نشرت في مجلة الكيمياء الحيوية الغذائية، الضوء على كيفية تأثير تناول السكروز والماء بشكل مزمن (10%) على العمليات الفسيولوجية والجزيئية والأيضية الرئيسية في مختلف الأعضاء، مما يؤدي إلى ظهور أمراض مثل مرض السكري والسمنة.
يقدم هذا البحث رؤىً جوهرية حول كيفية تأثير استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر المزمن، حتى على المستويات البشرية، على العمليات الفسيولوجية.
تدمج الدراسة بشكل فريد آليات جزيئية خاصة بكل عضو، مما يوفر فهمًا شاملًا لكيفية تأثير المشروبات المحلاة بالسكر على السمنة وداء السكري واضطرابات التمثيل الغذائي الأخرى.
أشارت نتائج شعبة الشؤون العامة بالأمم المتحدة وقاعدة بيانات التغذية العالمية، بالإضافة إلى دراسات على مستوى السكان أجرتها مؤسسات مثل هيئة الخدمات الصحية الوطنية والمعاهد الوطنية للصحة وغيرها، بوضوح إلى زيادة مُقلقة في استهلاك المشروبات المُحلاة بالسكر عالميًا، بما في ذلك الهند، وهذا يجعل نتائج الدراسة بالغة الأهمية، إذ يُمكن أن تُسهم في الجهود العالمية لمكافحة الاضطرابات الأيضية المرتبطة بالإفراط في استهلاك المشروبات المُحلاة بالسكر.
استخدمت الدراسة نموذجًا فسيولوجيًا ذا صلة، حيث زُوِّدت الفئران بماء سكروز بنسبة 10%، مُحاكيةً الاستهلاك البشري المُزمن لمشروبات الطاقة.
أجرى الباحثون تحليلات مُفصَّلة للاستجابات الجزيئية والخلوية والأيضية في أنسجة مُتعددة، بما في ذلك الكبد والعضلات والأمعاء الدقيقة، في ظل ظروف التغذية والصيام.
وخلصت نتائج هذه التحليلات إلى ما يلي:
الدور المحوري للأمعاء الدقيقة في اختلال التوازن الأيضي
كشفت الدراسة أن الأمعاء الدقيقة تُسهم بشكل رئيسي في اختلال توازن الجلوكوز في الجسم. يُسبب الإفراط في استهلاك السكروز "إدمانًا جزيئيًا" في بطانة الأمعاء، مما يؤدي إلى امتصاص غير متناسب للجلوكوز (سكريات الهكسوز) على حساب العناصر الغذائية الأساسية الأخرى مثل الأحماض الأمينية والدهون.
يُؤدي هذا الاختلال في امتصاص العناصر الغذائية إلى اختلال استقلاب الطاقة، ويُفاقم اختلال وظائف أعضاء أخرى مثل الكبد والعضلات.
اختلافات حالتي التغذية والصيام
لم يُقدَّر تأثير الاضطرابات الغذائية المزمنة التي تؤثر على وظائف الجسم بشكل مختلف في حالتي التغذية والصيام.
في هذا الصدد، أظهرت الدراسة استجابات بنائية وهدمية مميزة في حالتي التغذية والصيام بسبب تناول السكروز المزمن.
يُبرز هذا الخلل كيف يُسهم توزيع العناصر الغذائية وتعبئة الموارد في الاضطرابات الأيضية الجهازية.
التأثيرات الكبدية والعضلية
بالرغم من زيادة امتصاص الجلوكوز، لا يُظهر الكبد أي تغيير في التعبير الجيني المرتبط بأيض الجلوكوز، بل يُحفّز مقاومة الأنسولين الجهازية، مما يُفاقم عملية تكوين الجلوكوز (إنتاج الجلوكوز في الكبد)، مما يؤدي إلى اختلال التوازن الأيضي. في العضلات الهيكلية، يُسهم خلل الميتوكوندريا وانخفاض كفاءة استخدام الجلوكوز في اختلال الحالة الأيضية.
وتؤكد النتائج على الحاجة الملحة إلى وضع سياسات وحملات توعية للحد من استهلاك المشروبات الغازية المحلاة بالسكر، وخاصة بين الفئات السكانية الضعيفة.
إن تحديد التأثيرات الخاصة بالأنسجة يوفر خارطة طريق لتطوير علاجات مستهدفة لمكافحة العبء العالمي المتزايد من الأمراض الأيضية المرتبطة بتناول كميات كبيرة من السكر.
ومن خلال تحديد هذه الآليات الخاصة بالأنسجة، يقترح الباحثون استهداف مسارات نقل العناصر الغذائية المعوية ووظيفة الميتوكوندريا عبر الأنسجة كاستراتيجيات محتملة للتخفيف من التأثيرات الأيضية لاستهلاك المشروبات المحلاة بالسكر.
