الأحد 18 مايو 2025 الموافق 20 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

طريقة جديدة قد تؤدي إلى إبطاء نمو خلايا الليمفوما

الأربعاء 30/أبريل/2025 - 04:17 ص
الليمفوما
الليمفوما


ليمفوما الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة (DLBCL) هي أكثر أنواع ليمفوما اللاهودجكين شيوعًا وأسرعها نموًا، وهي سرطان يصيب الجهاز الليمفاوي.

تُشكل حوالي 30-40% من حالات ليمفوما اللاهودجكين لدى البالغين حول العالم.

يمكن أن تظهر ليمفوما الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة في العقد الليمفاوية أو أجزاء أخرى من الجسم، وغالبًا ما تتطور بسرعة.

بينما يستجيب بعض المرضى بشكل جيد للعلاجات التقليدية، يعاني آخرون من الانتكاس أو مقاومة العلاج، مما يزيد من صعوبة التعافي على المدى الطويل.

وقد أدت هذه التحديات إلى زيادة الاهتمام بتحديد أهداف علاجية جديدة يمكن أن تساعد في تحسين نتائج المرضى المصابين بأشكال عدوانية أو مقاومة للعلاج من المرض.

علاج ليمفوما الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة

النهج القياسي لعلاج ليمفوما الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة هو العلاج الدوائي المركب المعروف باسم R-CHOP.

على الرغم من أن هذا النظام العلاجي قد ساهم في تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة ، إلا أنه لا يُجدي نفعًا مع الجميع.

حوالي ثلث المرضى إما لا يستجيبون للعلاج أو يعانون من عودة المرض بعد الاستجابة الأولية.

هذا دفع العلماء إلى استكشاف البيولوجيا الكامنة وراء DLBCL عن كثب.

حددت دراسة حديثة هدفًا محتملًا جديدًا - البروتين الدهني C1 (APOC1) - والذي قد يوفر طريقة جديدة لعلاج المرض بفعالية أكبر. نُشر البحث في مجلة الجزيئات الحيوية والطب الحيوي .

APOC1 هو بروتين صغير معروف بدوره في تنظيم عملية معالجة الجسم للدهون.

ومع ذلك، تشير الأدلة الحديثة إلى أنه قد يساهم أيضًا في تطور السرطان.

وجد الباحثون الذين يدرسون DLBCL أن مستويات APOC1 أعلى بكثير في أنسجة الورم منها في الأنسجة الطبيعية.

كما لاحظوا وجود صلة بين ارتفاع مستويات APOC1 وانخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة، مما يشير إلى أن هذا البروتين قد يكون له دور في زيادة شراسة المرض.

أظهرت تجارب أخرى أن APOC1 يدعم بقاء الخلايا السرطانية بفعالية.

عندما استخدم الباحثون تقنيات إسكات الجينات لتقليل APOC1 في خلايا DLBCL، توقفت الخلايا عن النمو وبدأت بالموت.

تشير هذه النتائج إلى أن APOC1 ليس مجرد مؤشر للمرض، بل هو مُحفّز مُحتمل لنمو السرطان، مما يجعله هدفًا واعدًا للعلاجات المستقبلية.

وجدت الدراسة أيضًا أن APOC1 يُساعد في دعم تكوين الأوعية الدموية، وهي العملية التي تبني بها الأورام أوعية دموية جديدة لتزويد نفسها بالأكسجين والمغذيات.

عند حجب APOC1 في النماذج المخبرية، لم تتوقف خلايا الورم عن الانقسام فحسب، بل انخفض أيضًا تكوين الأوعية الدموية الجديدة.

يعود ذلك جزئيًا إلى انخفاض مستويات VEGFA، وهو بروتين يُحفز نمو الأوعية الدموية، فبدون VEGFA، واجهت الأورام صعوبة أكبر في بناء الشبكات اللازمة للنمو والبقاء.

تشير هذه النتائج إلى أن استهداف APOC1 قد يؤدي إلى إبطاء نمو الورم والحد من إمداده بالدم ، مما قد يجعل الخلايا السرطانية أكثر حساسية لأشكال أخرى من العلاج.

تحول محتمل في استراتيجية العلاج

رغم عدم وجود علاجات معتمدة حاليًا تستهدف APOC1، يُسلّط هذا البحث الضوء على عدة اتجاهات واعدة. قد تشمل استراتيجيات العلاج المستقبلية ما يلي:

تطوير عقاقير تمنع APOC1 لإبطاء أو إيقاف نمو الورم.

استخدام مستويات APOC1 للمساعدة في تحديد المرضى الذين يعانون من أمراض أكثر عدوانية.

الجمع بين العلاجات المستهدفة لـ APOC1 والعلاجات الموجودة لتحسين فعاليتها.

يمكن أن توفر هذه الأساليب خيارات أفضل للمرضى الذين لا يستجيبون بشكل جيد للعلاجات القياسية، وخاصة أولئك الذين يعانون من أورام تظهر نشاط APOC1 مرتفع.