السبت 10 مايو 2025 الموافق 12 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل يمكن التنبؤ بكيفية تطور إدراك الطفل المصاب بالتوحد؟

الأربعاء 30/أبريل/2025 - 04:39 ص
التوحد
التوحد


هل يُصاب الطفل المُقيّم بالتوحد لاحقًا بإعاقة ذهنية؟ هل يُمكن التنبؤ بذلك بدقة؟ يقول خبراء الطفولة المبكرة إنهم توصلوا إلى طريقة أفضل لمعرفة ذلك.

نموذج تنبؤي جديد

في دراسة أجريت على 5633 طفلاً من ثلاث مجموعات من أمريكا الشمالية، قام باحثون سريريون بتطوير نموذج تنبؤي جديد يجمع بين مجموعة واسعة من المتغيرات الجينية مع البيانات حول كل مرحلة من مراحل نمو الطفل الصغير.

هدفهم الحصول على معلومات موثوقة في أقرب وقت ممكن للتنبؤ بمسار نمو الأطفال، وبالتالي تقديم دعم أكثر فعالية لمن قد يحتاجون إليه، أي الآباء الذين يسعون إلى فهم احتياجات أطفالهم وتوقعها بشكل أفضل.

نُشرت الدراسة في مجلة JAMA Pediatrics ، وتمثل نقطة تحول مهمة في استخدام بيانات الجينوم: فبدلاً من استخدامها لشرح حالة نمو تمت ملاحظتها سابقًا، يتم استخدام الاختبار الجيني بالطريقة الجديدة للتنبؤ بالتطور المستقبلي.

قال الدكتور فينسينت رافائيل بورك، الباحث الأول في الدراسة: "يمكن ملاحظة العلامات الأولية للتوحد لدى بعض الأطفال في وقت مبكر يصل إلى 18 شهرًا من العمر".

ولكن "يظل من الصعب التنبؤ بمسار نمو الطفل على المدى المتوسط ​​والطويل"، كما قال بورك.

وقال إن "العديد من الآباء يتساءلون عما إذا كان طفلهم سيصاب بإعاقة ذهنية، والتي تحدث لدى 10 إلى 40% من الأطفال المصابين بالتوحد ، ولا تظهر إلا في سن 6 إلى 8 سنوات".

يعتمد الأطباء حاليًا بشكل أساسي على مراقبة مراحل نمو الطفل المبكرة، مثل اكتساب اللغة والمشي، للتنبؤ بتطوره لاحقًا، إلا أن هذه التنبؤات محدودة، خاصةً للأطفال الصغار، كما أن دقة هذه التنبؤات غير مؤكدة.

نتيجةً لذلك، ينتظر معظم الأطباء الآن ليروا كيف يتطور الطفل، وللأسف، قد يؤدي هذا إلى اتساع الفجوة بين نقاط قوة الطفل الفريدة وتحدياته، ومتطلباته الاجتماعية والأكاديمية المتزايدة، والدعم الذي يحصل عليه هو وأسرته، مما يُسبب مستويات عالية من التوتر.

يقول مؤلفو الدراسة إن النهج الأفضل هو تقديم رعاية ودعم مُخصصين للأطفال في وقت مُبكر، ولكن لتحقيق ذلك، يجب على الأطباء توقع التحديات التي سيواجهها الطفل، لا الانتظار حتى يُصبح مُثقلًا بالتحديات، وهنا يأتي دور النموذج الجديد.

بأخذ عدد كبير من الاختلافات الجينية في الاعتبار ــ بما في ذلك بعض الاختلافات التي عادة ما يُعتبر أنها ذات قيمة تنبؤية ضئيلة ــ ودمجها مع البيانات المتعلقة بكل مرحلة من مراحل تطور اللغة والحركة، تمكنت الدراسة من التنبؤ بشكل صحيح بنحو 10% من حالات الإعاقات الفكرية لدى الأطفال المشاركين.

بالإضافة إلى ذلك، أصبح الباحثون قادرين على التمييز بين احتمالات منخفضة وعالية للإعاقة الذهنية لدى الأطفال الذين يعانون من تأخيرات كبيرة في النمو.

ويقول مؤلفو الدراسة إن هذه النتائج تشكل معيارًا وتظهر وعدًا للتنبؤات المستقبلية.