السبت 10 مايو 2025 الموافق 12 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

بحثا عن علاج للقذف المبكر.. دراسة تغيرات الدماغ أثناء ممارسة الجنس

الجمعة 02/مايو/2025 - 01:19 م
القذف المبكر
القذف المبكر


لاكتشاف ما يحرك السلوك الجنسي لدى الحيوانات، درس الباحثون نشاط أدمغة ذكور الفئران خلال سلسلة من الأفعال الجنسية التي تؤدي إلى القذف.

وأظهرت نتائجهم، المنشورة في مجلة نيورون، أن التفاعل الدقيق في منطقة الدماغ المسؤولة عن المتعة بين مادتين كيميائيتين - الدوبامين والأستيل كولين - يتحكم في تطور السلوك الجنسي.

وقد تلهم هذه النتائج ابتكار علاجات لاضطرابات مثل القذف المبكر.

سلسلة معقدة من الأحداث

يقول المؤلف الرئيسي تشينجهوا ليو من المعهد الوطني للعلوم البيولوجية في بكين: "السلوك الجنسي عبارة عن سلسلة معقدة من الأحداث".

ويضيف: "كشفت الدراسة عن ديناميكيات كيفية تفاعل المواد الكيميائية المختلفة معًا في الدماغ لتنظيم التحولات عبر مراحل مختلفة من السلوك الجنسي الذكري".

ركزت الدراسات السابقة للسلوك الجنسي الذكري على بدء السلوك الجنسي، وظل ما يحدث بالضبط في الدماغ خلال مراحل أخرى من الجنس مجهولاً، من الجماع والإيلاج إلى القذف.

تستجيب النواة المتكئة، وهي منطقة في الدماغ تلعب دورًا في المكافأة، للدوبامين - وهي مادة كيميائية غالبًا ما ترتبط بالمتعة.

لتعميق هذه المعرفة، حقن الفريق مستشعرات فلورية قادرة على رصد النواقل العصبية، وهي الرسل الكيميائية للدماغ، في النواة المتكئة لفئران ذكور.

سيضيء ليف بصري إذا أطلق الدماغ الدوبامين والأستيل كولين، وهما ناقلان عصبيان معروفان بتنظيم الدوبامين.

وجد الباحثون أن أدمغة الفئران بدأت بإفراز الأستيل كولين بشكل منتظم قبل الجماع. بعد حوالي ست ثوانٍ من بدء إفراز الأستيل كولين، بدأ الدماغ أيضًا بإفراز الدوبامين.

أثناء الإيلاج، تذبذب إطلاق الأستيل كولين والدوبامين إيقاعيًا مع حركات دفع الفأر، أما بالنسبة للفئران التي وصلت إلى مرحلة القذف، فقد تباطأ إطلاق الدوبامين بشكل ملحوظ قبل أن يرتفع بسرعة خلال الانتقال من الإيلاج إلى القذف.

يقول المؤلف الأول آي مياساكا: "نحن قادرون على النظر إلى هذه الأحداث بدقة زمنية عالية للغاية لفهم كيفية تفاعل النواقل العصبية مع بعضها البعض".

وجد الباحثون أيضًا أن تركيز الدوبامين لعب دورًا مهمًا.

أثناء الإيلاج، كانت الخلايا العصبية التي تُعبر عن مستقبلين رئيسيين للدوبامين، D2R وD1R، أقل نشاطًا من المعتاد.

إذا قام الباحث بتنشيط خلايا D1R اصطناعيًا أثناء الإيلاج، فستعود الفئران فورًا إلى مرحلة الجماع، أما إذا تم تنشيط خلايا D2R، فستتوقف الفئران عن ممارسة النشاط الجنسي تمامًا.

يقول ليو: "لقد اكتشفنا آلية إشارات الدوبامين الدقيقة التي تساعد على ضمان أن السلوك الجنسي يتبع التسلسل الصحيح".

ورغم أن الفئران والبشر لديهم سلوكيات جنسية مختلفة، فإن مناطق الدماغ وأنظمة الناقلات العصبية المشاركة في الوظيفة الجنسية قد تكون متشابهة، كما لاحظ المؤلفون.

ويشير الباحثون إلى أن هذا البحث قد يقدم أدلة جديدة لعلاج الخلل الوظيفي الجنسي ، وخاصة القذف المبكر ، الذي يؤثر على 20% إلى 30% من الرجال النشطين جنسيا.

ويقول مياساكا: "لدينا الآن فهم دقيق لكيفية عمل الدوبامين أثناء ممارسة الجنس والقذف، لذا أعتقد أن دراستنا فتحت الباب أمام تطوير العلاجات السريرية".