حركات جراحية أثناء استئصال البروستاتا لتحسين الوظيفة الجنسية

بعد مراجعة مئات الساعات من مقاطع الفيديو الجراحية، ابتكر باحثون نظامًا يربط الخطوات المحددة التي تُجرى أثناء العملية الجراحية بمدى تعافي المرضى.
ركزت الدراسة، المنشورة في مجلة JAMA Surgery، على استعادة الوظيفة الجنسية بعد جراحة سرطان البروستاتا، ويقول الباحثون إنه يمكن تطبيق هذه الطريقة على نطاق أوسع.
وقد صاغ الباحثون مصطلح "الإيماءات الجراحية" لوصف أصغر الحركات اللحظية التي يقوم بها الجراح لإتمام عملية جراحية.
قال الدكتور أندرو هونج، جراح المسالك البولية، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "هذه الحركات الجراحية دقيقةٌ كحركةٍ واحدةٍ لأداة، أو قطعٍ واحدٍ للأنسجة، أو سحبٍ واحدٍ لها، على سبيل المثال".
وأضاف: "تشبه هذه الحركات الأبجدية، يمكنك ربطها معًا لتكوين عمليةٍ جراحيةٍ كما تربط الحروف معًا لتكوين كلمات".
قام الباحثون بمراجعة فيديو جراحي لـ157 مريضًا خضعوا لاستئصال البروستاتا بمساعدة الروبوت، ثم تابعوا الأمر لتحديد ما إذا كان المرضى قد استعادوا وظائفهم الجنسية بعد عام واحد من الإجراءات.

استئصال البروستاتا
قال الدكتور هيونج كيم، أستاذ جراحة المسالك البولية : "يُعد استئصال البروستاتا الجذري العلاج الأكثر شيوعًا لسرطان البروستاتا الموضعي، كما يُعد استئصال البروستاتا بمساعدة الروبوت الإجراء الجراحي الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة".
وأضاف: "هذه النتائج قادرة على تغيير نتائج عشرات الآلاف من المرضى سنويًا".
خلال هذه الإجراءات، حيث يتم إزالة البروستاتا ولكن يتم الحفاظ على الأعصاب المسؤولة عن الوظيفة الجنسية، يواجه الجراح مهمة تشبه إلى حد كبير تقشير البرتقال، كما قال هونج.
وأضاف: "نحاول فصل القشرة عن الفاكهة دون التسبب بأذى أو إصابة، وهو إجراء دقيق، هذا إجراء نجريه منذ عقود، ومع ذلك، لا يستعيد ما بين 27% و81% من المرضى وظائفهم الجنسية، لذا لدينا مجال للتحسين".
لأن معرفة ما إذا كانت الوظيفة الجنسية للمريض ستعود بعد فترة نقاهة تصل إلى عام، فقد كان من الصعب على الجراحين الربط بين الإجراءات أثناء الجراحة ونتائجها، كما ذكر هونج.
لكن الإجراءات الروبوتية، التي تُسجل عادةً لأغراض التدريب، تُتيح فرصة فريدة لالتقاط صورة من منظور الجراح.
وقد تمكن الباحثون من ربط استخدام بعض الإيماءات - وتجنب أخرى - باستعادة الوظيفة الجنسية لدى المرضى.
وقال هونغ: "على سبيل المثال، أثناء العملية الجراحية، قد يقوم الجراح بسحب الأعصاب أو تمديدها لإزاحتها جانبًا، وقد وجدنا أن زيادة اللجوء إلى السحب ترتبط بفشل المرضى في استعادة وظائفهم الجنسية".
وأضاف: "قد يكون هذا لأن هذا الضغط يُسبب شلل الأعصاب رغم الحفاظ عليها جسديًا".
يهدف الباحثون إلى بناء مكتبة من الأدلة التي تربط الإيماءات الجراحية بنتائج المرضى، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تغيير الممارسة الجراحية وتحسين النتائج.