هل يقضي نيفولوماب على اسطورة السرطان؟.. علاج ثورى يفتح باب الأمل لـ 15 نوعًا من المرض
هل يقضي نيفولوماب على اسطورة السرطان؟.. في خطوة وصفت بالتحوّل التاريخي في مسيرة علاج مرض السرطان، أعلنت السلطات الصحية البريطانية موافقتها على استخدام العقار المناعي "نيفولوماب" (Nivolumab) لعلاج 15 نوعًا من الأورام السرطانية، ومنها سرطان الرئة، والبروستاتا، والقولون، والكبد، والجلد، والمعدة، وذلك ضمن بروتوكولات هيئة الصحة الوطنية (NHS).
هل يقضي نيفولوماب على اسطورة السرطان؟
وحسب صحيفة "صن" البريطانية، فالعقار الذي تم تطويره ليعمل بطريقة مختلفة كليًا عن العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، يعتمد على تنشيط جهاز المناعة الذكي داخل الجسم لمهاجمة الخلايا السرطانية، ما يمثل نقلة نوعية في علاج الأورام، خصوصًا في مراحلها المتقدمة والمقاومة للعلاجات التقليدية.
ما هو عقار نيفولوماب؟
وعقار نيفولوماب هو مثبط لنقطة تفتيش مناعية ويستهدف بروتينًا يعرف باسم PD-1 (Programmed Death-1) يوجد على سطح خلايا T المناعية، حيث تقوم بعض الخلايا السرطانية باستخدام هذا البروتين للهروب من رادار الجهاز المناعي، ولكن نيفولوماب يعطل هذا الدرع الذي تستخدمه الأورام، ليعيد تنشيط الخلايا المناعية لمهاجمة الورم بشكل مباشر وفعّال.
وتم ترخيص العقار لأول مرة عام 2014 لعلاج سرطان الجلد من نوع الميلانوما، قبل أن يتوسع استخدامه ليشمل أكثر من 15 نوعًا من السرطان بفعالية سريرية موثقة.
التحول من الحقن الوريدي إلى الحقن تحت الجلد
وحسب استشاري طب الأورام، الدكتورة مريم العتيبي، فإن نيفولوماب كان يعطى سابقًا عبر جلسات علاج وريدي تستغرق نحو ساعة، لكن التطوير الجديد أتاح استخدامه على شكل حقنة تحت الجلد يمكن إعطاؤها في دقائق معدودة، ما يخفف الضغط على وحدات الأورام ويقلل وقت انتظار المرضى.
وقالت إن هذا التحول في طريقة تناول الدواء سيسمح بمعالجة عدد أكبر من المرضى في وقت أقل، ما يعد إضافة مهمة في تحسين جودة خدمات علاج السرطان، واصفة تلك الحقنة بأنها علاج فعّال، لكنه ليس لقاحًا يمنع الإصابة، بل وسيلة مناعية لمحاربة المرض القائم.
ويعد نيفولوماب من أبرز العلاجات المناعية المعتمدة عالميًا، وقد أثبت فعاليته في تحويل بعض أنواع السرطان إلى أمراض مزمنة قابلة للسيطرة، بل وحتى إلى حالات قابلة للشفاء في بعض الحالات، والانتقال إلى صيغة الحقن تحت الجلد سيحدث تأثيرا مباشرا على كفاءة الرعاية المقدمة وتقليل العبء على المرضى والمنظومة الصحية.
ويرى خبراء الصحة في بريطانيا أن نيفولوماب قد يغيّر مفهوم التعامل مع السرطان حول العالم، بتحويله من حكم نهائي بالموت إلى حالة مزمنة يمكن إدارتها والشفاء منها في بعض الحالات.
ويؤكدون أن هذا العقار يفتح آفاقًا واسعة أمام المرضى الذين لم تعد العلاجات التقليدية فعالة في حالاتهم، ما يضع الطب على أعتاب عصر جديد من المعالجة الذكية للأورام.
