تقنية جديدة تسلط الضوء على تطور مرض الزهايمر

نجح باحثون في إنشاء أول خريطة فرعية من نوعها لمنطقة من الدماغ تتأثر عادة بمرض الزهايمر، وهي خطوة رئيسية نحو كشف ألغاز كيفية تطور مرض الدماغ التنكسي.
سلطت الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Communications، الضوء على الآليات الجينية التي تسبب فقدان الخلايا الدماغية التي تسمح للمرض بالتقدم، وحددت بروتينًا رئيسيًا كهدف محتمل للعلاج.

الزهايمر
يعاني أكثر من 55 مليون شخص حول العالم من الخرف، ويمثل مرض الزهايمر ما بين 60% و70% من هذه الحالات.
ورغم شيوعه، لا يُعرف الكثير عن أسبابه، والأدوية المتوفرة لا تُخفف الأعراض إلا مؤقتًا، ولا تمنع تطور المرض.
قال هوي شين، المؤلف الرئيسي للدراسة: "يُعد الدماغ البشري أكثر أعضاء جسم الإنسان تعقيدًا، ولا تزال آلية العديد من الأمراض، مثل الزهايمر، غامضة".
وأضاف: "باستخدام التحليل الجيني المكاني، تمكنا من رسم خريطة لجزء من القشرة الجبهية بدقة خلية واحدة، سعيًا لفهم العوامل الكامنة وراء مرض الزهايمر".
استخدم الباحثون التسلسل المجسم لفحص جزء صغير من القشرة الجبهية - المنطقة المسؤولة عن اتخاذ القرار والتحكم العاطفي - في ستة أدمغة في مراحل مختلفة من مرض الزهايمر.
وقد أتاحت هذه التقنية لهم "رسم خريطة" لأنسجة المخ بدقة تصل إلى نحو 250 مرة أكثر من الأدوات القديمة، مع التكبير بشكل أساسي للكشف عن التفاعلات الجينية داخل خلية واحدة وكيف تتغير تلك التفاعلات مع تقدم المرض.
توصلت الدراسة إلى أن الوحدات الجينية المسؤولة عن حماية الخلايا العصبية تضعف أو تختفي لدى مرضى الزهايمر، مما يسمح للبروتينات الضارة المرتبطة بالمرض بالتراكم وإتلاف الخلايا.
تمكن الباحثون من تحديد بروتين يسمى ZNF460، باعتباره ضروريا لعمليات الحماية العصبية لهذه الوحدات وهدفا محتملا للعلاج.
قال يون جونج، الباحث الرئيسي في مركز المعلوماتية الحيوية الطبية وعلم الجينوم في كلية الطب بجامعة تولين: "الأهم من ذلك أننا حددنا العديد من التفاعلات المثيرة للاهتمام على المستوى الجزيئي، والتي تعمل على حماية الخلايا العصبية تحت الضغط، وقد اختفت هذه التفاعلات لدى مرضى الزهايمر".
وأضاف: "إذا تمكنا من إيجاد طريقة لاستهداف ZNF460 بطريقة تحافظ على عمل هذه الوحدات، فقد نتمكن من تثبيط تطور مرض الزهايمر".
وفي اكتشاف آخر مدهش، وجدت الدراسة أن البنية الطبقية للدماغ تختفي مع تقدم المرض، وهي ظاهرة قال جونج إنها "لم تتم ملاحظتها من قبل".
وفي المستقبل، قال شين وجونج إنهما يأملان في إجراء المزيد من الأبحاث حول ZNF460 والتأكد مما إذا كان غيابه وحده يمكن أن يرتبط ببداية الإصابة بمرض الزهايمر.