عادة يومية تفعلها قد تؤثر على نمو طفلك.. تعرف عليها

يُطلب من الأهل عادةً أن يوقفوا استخدام أطفالهم للشاشة للتقليل من آثار الإفراط في التكنولوجيا على تطور أدمغتهم. لكن، ماذا لو كانت المشكلة لا تتعلق فقط بعادات الأطفال، بل بما يفعله الآباء أيضًا؟
تأثير التكنولوجيا على الأطفال والأباء
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تقليل وقت الشاشة لدى الأطفال وحده لا يكفي، وأن طريقة تفاعل الوالدين مع التكنولوجيا تؤثر بشكل كبير على النمو المعرفي، الصحة النفسية، وحتى مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات.
العديد من الآباء يستخدمون هواتفهم أثناء تناول الطعام أو أثناء اللعب مع أطفالهم، وغالبًا بدون وعي، بحيث يمكن أن تؤدي هذه العادة إلى ظاهرة تُعرف بـ"الانشغال بالهاتف"، التي تعيق التواصل وجهًا لوجه بين الآباء والأطفال، حيث يعتمد الأطفال الصغار على تفاعل الأهل من أجل الشعور بالأمان، وتطوير مهاراتهم العاطفية، واستكشاف العالم من حولهم.
لذلك، فإن اضطراب هذا التواصل يمكن أن يؤثر سلبًا على نمو الطفل بشكل تدريجي، وفقًا لأحدث الدراسات المنشورة في مجلة JAMA Network Open.
درس الباحثون أكثر من 6000 دراسة حول كيفية استخدام الآباء للتكنولوجيا مع أطفالهم، مع التركيز على الأطفال من الولادة وحتى عمر الخامسة.

أظهرت النتائج أن طريقة تفاعل الوالدين مع الأجهزة الإلكترونية، والمعروفة بـ "استخدام الوالدين للتكنولوجيا" (PTU)، ترتبط بانخفاض النمو المعرفي، وزيادة السلوكيات الداخلية والخارجية، وضعف الروابط الاجتماعية، فضلاً عن زيادة وقت الشاشة ونقص النوم والنشاط البدني.
وتؤكد النتائج أن تفاعل الآباء مع التكنولوجيا أثناء وجود الأطفال يُمكن أن يؤثر سلبًا على نموهم العقلي والنفسي، رغم أن تأثير هذا الأمر ليس كبيرًا جدًا.
ويشدد الباحثون على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لفهم تأثير التكنولوجيا على مجالات مهمة مثل النشاط البدني، والنوم، والمهارات الحركية.
وفي الختام، فإن هذه النتائج لا تعني أن الأجهزة التكنولوجية ضارة بطبيعتها، فهي أدوات مفيدة لدى بعض الآباء.
ولكن، من المهم إدارة كيفية ووقت استخدام التكنولوجيا أثناء وجود الأطفال، مع تشجيع المشاركة النشطة لهم في الأنشطة والتفاعلات، حيث ثبت أن ذلك يرتبط بشكل إيجابي بتطورهم المعرفي في مرحلة الطفولة المبكرة.