أسباب رفض الأطفال والمراهقين للنصائح الأبوية.. استشاري نفسي توضح
أسباب رفض الأطفال والمراهقين للنصائح الأبوية.. يواجه العديد من الآباء والأمهات صعوبة متزايدة في إيصال النصائح والتوجيهات إلى أبنائهم، خاصة في مرحلتي الطفولة المتأخرة والمراهقة.
وفي حين تنبع تلك النصائح من رغبة صادقة في التوجيه والحماية، ولكنها تقابل في كثير من الأحيان بالرفض أو التجاهل، بل وأحيانًا بالغضب، فهيا نتعرف خلال هذا التقرير على أسباب رفض الأطفال والمراهقين للنصائح الأبوية.
أسباب رفض الأطفال والمراهقين للنصائح الأبوية
وعن أسباب رفض الأطفال والمراهقين للنصائح الأبوية، وضحت الدكتورة حنان نجم، استشاري الصحة النفسية، خلال تصريحات إعلامية لأحد البرامج التليفزيونية، أن أحد أبرز أسباب هذا الرفض يعود إلى الطريقة التي تقدم بها النصيحة، إذ يشعر الأبناء أن الوالدين يتحدثون من موقع سلطة، مما يولد لديهم إحساسًا بالتحكم ويدفعهم إلى التمرد، حتى وإن كانوا مقتنعين ضمنًا بمحتوى النصيحة.
وأضافت نجم أن المراهقين على وجه الخصوص يمرون بمرحلة حساسة تتسم برغبة عارمة في الاستقلال وإثبات الذات، وهو ما يجعلهم أكثر رفضًا لأي تدخل على أنه تقليل من قدراتهم أو تدخل في خصوصياتهم؛ ولهذا، يصبح الأصدقاء أو المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي مصدرًا أقرب لهم لتلقي التوجيه، لكونهم لا يمثلون تهديدًا أو سلطة مباشرة.
وحذرت استشاري الصحة النفسية من أساليب التوبيخ أو النقد المباشر في تقديم النصيحة، مؤكدة أن عبارات مثل: "أنا أعلم أكثر منك" تخلق حاجزًا نفسيًا بين الطرفين، وتغلق أبواب الحوار والتفاهم.
ودعت إلى اعتماد أساليب التربية الإيجابية، التي تقوم على اختيار التوقيت المناسب والكلمات الملائمة، والإنصات الفعّال لمشاعر الأبناء واحتياجاتهم.
كما أشارت نجم إلى خطورة الاعتماد الزائد على وسائل التواصل الاجتماعي من قِبل الأطفال والمراهقين، مؤكدة أن المقارنات المستمرة مع حياة الآخرين على المنصات الرقمية قد تولد ضغوطًا نفسية كبيرة، تؤثر على ثقتهم بأنفسهم وتزيد من حالة الانغلاق والرفض لكل ما يأتي من الأهل.
وأكدت الدكتورة حنان نجم أن بناء جسور الثقة والتواصل هو الأساس في تقبل النصيحة، وأن نجاح العلاقة بين الآباء والأبناء لا يأتي من فرض السيطرة، بل من التفهم المتبادل واحترام خصوصية كل مرحلة عمرية يمر بها الأبناء.
