المضادات الحيوية في مرحلة الطفولة والبلوغ المبكر.. هل هناك علاقة؟

وفقًا لبحث تم عرضه في المؤتمر المشترك الأول بين الجمعية الأوروبية للغدد الصماء عند الأطفال (ESPE) والجمعية الأوروبية للغدد الصماء (ESE)، تبين أن الفتيات اللواتي يتناولن المضادات الحيوية خلال السنة الأولى من عمرهن، وخصوصًا في الأشهر الثلاثة الأولى، يكنّ أكثر عرضة لدخول مرحلة البلوغ المبكر.
نتائج الدراسة
أشارت النتائج إلى أن احتمالية الإصابة بالبلوغ المبكر كانت أعلى بين الفتيات اللواتي تعرضن لمجموعة متنوعة من المضادات الحيوية، كما كان الخطر أكبر لدى الفتيات اللواتي تناولن مضادات حيوية قبل 14 يومًا من الولادة، وهذا يُعزز فكرة أن التعرض المبكر والمتكرر لهذه الأدوية قد يُؤثر على توقيت نمو البلوغ.
ومن المثير للاهتمام، أنه لم تظهر أي علاقة بين تناول المضادات الحيوية والبلوغ المبكر لدى الأولاد، وهو ما يبرز أن التأثيرات قد تكون محدودة بالجنس أو تتعلق بطبيعة النمو الأنثوي.

وأوضح الدكتور يونسو تشوي، من مستشفى غوري بجامعة هانيانغ في كوريا الجنوبية، الذي ساهم في إعداد الدراسة، أن هذه الدراسة تُعد من أوائل الدراسات التي تربط بشكل موسع بين استخدام المضادات الحيوية في المرحلة المبكرة من العمر وبيانات سكانية كبيرة، مع التركيز على التوقيت، وتكرار الاستخدام، وأنواع المضادات الحيوية التي تم أخذها.
وأضاف أن نتائج الدراسة تدعم نظريات سابقة تربط الرضاعة الطبيعية بحماية الأطفال من الإصابة بالبلوغ المبكر، حيث تُشير إلى أن عوامل الحياة المبكرة، مثل ميكروبيوم الأمعاء أو التوازن الهرموني، قد تُؤثر على توقيت النضج الجنسي.
كما أشار الباحثون إلى أن النتائج قد تُشجع الأطباء والآباء على التفكير بشكل أعمق في الآثار طويلة المدى لاستخدام المضادات الحيوية عند الأطفال الصغار، لا سيما من حيث تأثيرها على النمو الهرموني وتوقيت البلوغ.
وفي المستقبل، ستُجرى دراسات أعمق لفهم كيف يؤثر الاستخدام المبكر للمضادات الحيوية على نمو البلوغ بشكل أوسع، وما إذا كانت التكرارات أو فترات العلاج الطويلة مرتبطة بجوانب أخرى من النمو والأيض وصحة الغدد الصماء.
ولا تزال الأسباب الكامنة وراء هذه العلاقة غير واضحة تمامًا، لكن فهم الآليات البيولوجية المحتملة قد يُساعد في وضع استراتيجيات أكثر أمانًا عند وصف المضادات الحيوية للأطفال، ويُسهم في تحسين رعاية الأطفال في مراحلهم المبكرة.