اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم| خطوات أساسية لمراقبته.. والوقاية منه لدى الشباب

ارتفاع ضغط الدم، المعروف أيضًا بـ"القاتل الصامت"، هو حالة صحية شديدة الانتشار، ليست مقتصرة على كبار السن فحسب، بل تؤثر أيضًا على الشبّان في العشرينيات والثلاثينيات من العمر بشكل متزايد.
هذا المرض يُمكن أن يسبب ضررًا بالجهاز القلبي الوعائي والكلى والدماغ، وغالبًا ما يكون بدون أعراض واضحة، مما يجعل الوقاية والكشف المبكر ضروريين للحفاظ على صحة الشباب على المدى الطويل.
أحد أبرز عوامل الخطر المعاصرة هو الاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، الذي يزيد من مستويات التوتر ويؤثر على أنماط النوم، مما يُسهم في ارتفاع ضغط الدم، لذا، من الضروري تبني أساليب بسيطة وفعالة لمراقبة ضغط الدم والوقاية منه، ويمكن تلخيصها في خمس طرق أساسية.
مراقبة ضغط الدم بشكل دوري
يُغفل الكثير من الشباب أهمية الفحوصات الدورية، رغم أن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يظهر حتى في سن المراهقة، خاصة في حالة وجود تاريخ عائلي. يُنصح بقياس الضغط مرة في السنة على الأقل، وخصوصًا إذا كانت القراءات طبيعية (أقل من 120/80 مم زئبق).
وإذا كانت القراءات أعلى قليلاً أو عالية، ينصح بتكرار الفحص أكثر، أجهزة مراقبة ضغط الدم المنزلية توفر نتائج دقيقة وسهولة في الاستخدام، بشرط الاسترخاء قبل القياس وتجنب الكافيين، مع تسجيل النتائج لمراقبة التغييرات المبكرة.

نظام غذائي صحي ومتوازن
الغذاء يلعب دورًا محوريًا في التحكم بضغط الدم، تقليل تناول الملح، المشروبات السكرية، والأطعمة المصنعة ضروري للوقاية من ارتفاع الضغط على المدى الطويل.
يُنصح باتباع نظام DASH، الذي يركز على الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والبروتينات قليلة الدسم، يُوصى بتحديد استهلاك الملح إلى ملعقة صغيرة يوميًا (حوالي 2300 ملغ)، وتقليل السكر والصوديوم في الأطعمة المعلبة والجاهزة.
النشاط البدني المنتظم
ممارسة الرياضة تعزز صحة القلب وتقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم، يُنصح بممارسة 150 دقيقة من التمارين المعتدلة أسبوعيًا، مثل المشي السريع، ركوب الدراجة، أو السباحة، مع تمارين تقوية عضلية مرتين أسبوعيًا، حتى المشي لمدة 10 دقائق بعد الأكل يُساعد على تحسين اللياقة وتخفيض ضغط الدم.
إدارة التوتر بشكل صحي
الضغوط النفسية الناتجة عن العمل أو الدراسة أو الإفراط في استخدام الهاتف تؤدي إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم، وتُشجع على عادات سلبية كالانغماس في الأكل أو التدخين.
لخفض التوتر، يُنصح بممارسة التنفس العميق، التأمل، أو اليوغا، مع النوم 7-9 ساعات ليلاً وتجنب الأجهزة قبل النوم لتحسين جودة الراحة.
تجنب العوامل الضارة
التدخين والكحول والمخدرات ترفع ضغط الدم وتدمر الأوعية الدموية، يُوصى بالامتناع التام عن التدخين، مع استهلاك الكحول باعتدال (مشروبان للرجال ومشروب واحد للنساء يوميًا)، وتجنب المخدرات التي تُسبب ارتفاعًا شديدًا في الضغط، كما يُفضل إزالة الأجهزة الإلكترونية من غرفة النوم لتعزيز جودة النوم.
باتباع هذه النصائح، يمكن للشباب حماية أنفسهم من مخاطر ارتفاع ضغط الدم، وتحقيق حياة أصح، مع تقليل الاعتمادية على العوامل التكنولوجية التي تساهم في رفع مستويات التوتر.
وفي الحالات العائلية التي ترتفع فيها احتمالية الإصابة أو مع وجود مؤشرات أخرى، يُنصح بزيارة الطبيب بشكل منتظم لمتابعة الحالة الصحية.
هذه الخطوات البسيطة تعزز صحة القلب وتساعد في مقاومة التحديات الحديثة، وتضمن حياة أطول وأكثر حيوية.