احذر فقر الدم.. يزيد من خطر السكتة الدماغية الإقفارية لدى الشباب

تسلط دراسة حديثة الضوء على علاقة مهمة بين فقر الدم الناتج عن نقص الحديد (IDA) وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية بين الشباب، مما يثير قضايا صحية هامة تتعلق بتشخيص وعلاج هذا المرض الشائع عالميًا.
تفاصيل الدراسة
نشرت نتائج الدراسة في مجلة eJHaem، حيث أكدت أن نقص الحديد، وهو الحالة الأكثر انتشارًا من فقر الدم، يلعب دورًا مستقلًا ومهمًا في زيادة احتمالات حدوث السكتة الإقفارية، خاصة لدى الفئة العمرية بين 15 و50 عامًا.
فقر الدم الناتج عن نقص الحديد يحدث عندما تكون مستودعات الحديد في الجسم غير كافية لدعم إنتاج خلايا الدم الحمراء، وهو أكثر انتشارًا بين النساء بسبب فقدان الحديد المنتظم خلال الدورة الشهرية، وزيادة الطلب على الحديد أثناء الحمل.
ويؤدي نقص الحديد خلال الحمل إلى مخاطر صحية خطيرة على الطفل، تشمل الإعاقة الذهنية، واضطرابات طيف التوحد، واضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط، مما يوضح أهمية العلاج المبكر والمعالجة الوقائية للحفاظ على صحة الأم والطفل.
تشير التقديرات الحالية إلى أن حوالي 10-15% من جميع حالات السكتة الدماغية تحدث لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عامًا، وهي فئة تظهر أيضًا زيادة في انتشار فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.

على الرغم من ذلك، ظلَّت هناك فجوة معرفية كبيرة في فهم العلاقة الدقيقة بين نقص الحديد والسكتة الدماغية بين الشباب، إذ لم تتوفر دراسات كثيرة تستكشف الرابط بشكل مباشر، باستثناء بعض الأبحاث التي تناولت علاقة نقص التروية الدماغية بالأحداث الخثارية عند الأطفال.
في الدراسة الحالية، قام الباحثون بقياس العلاقة بين فقر الدم والنوبات الإقفارية بين الشباب والبالغين، مستندين إلى مراجعة بيانات من أكثر من 300 مستشفى في الولايات المتحدة.
تم تصنيف المرضى إلى مجموعتين: المجموعة أ التي تشخصت لأول مرة بالسكتة الدماغية الإقفارية، والمجموعة ب التي لم تكن لديها تاريخ سابق لهذا النوع من السكتات.
واستبعد الباحثون مرضى يعانون من عوامل أخرى قد تؤثر على النتائج، مثل الأورام، والرجفان الأذيني، ومتلازمة أضداد الفوسفوليبيد، وأمراض الدم الأخرى.
نتائج الدراسة كانت مهمة، إذ تبين أن 5.1% من مرضى المجموعة أ كانوا يعانون من فقر الدم الناتج عن نقص التروية، مقارنة بنسبة 1.1% في المجموعة ب.
وعلاوة على ذلك، أظهرت البيانات أن الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد كانوا أكثر عرضة بنسبة 39% للإصابة بالسكتة الدماغية، بغض النظر عن عوامل الخطر الأخرى، وهو ما يُعتبر زيادة ملحوظة ومهمة إحصائيًا.
كما أوردت الدراسة أن هناك تفاعلًا هامًا بين فقر الدم والنوع العرقي والعمر؛ حيث إن الشباب الأمريكيين من أصل أفريقي، خاصة بين 20 و39 عامًا، يبدون خطرًا أكبر للإصابة بالسكتة الإقفارية مقارنةً بالقوقازيين من نفس العمر.
وأشار الباحثون إلى أن عوامل خارجية، مثل سوء التغذية وقلة الزيارات المنتظمة للطبيب، تلعب أيضًا دورًا في زيادة عوامل الخطر، إذ قد تؤدي إلى تفاقم تصلب الشرايين وضعف تدفق الدم.
وأخيرًا، أشارت الدراسة إلى أن معدل انتشار فقر الدم الناتج عن نقص الحديد في حجم السكان الذين شملتهم الدراسة يُقدّر بنحو 1.11%، وهو أقل بكثير من النسبة السابقة التي كانت تقدر بـ5%، وذلك ربما بسبب نقص التشخيص والإبلاغ عن حالات فقر الدم خارج المختبر.
تبين هذه النتائج أهمية التوعية والفحوص المبكرة، خاصة للشباب والأقليات، للحد من أضرار نقص الحديد التي قد تتضمن زيادة مخاطر السكتة الدماغية وتدهور الحالة الصحية العامة.