اكتشاف جديد حول كيفية عمل الباراسيتامول
قد تساعد دراسة جديدة أجراها فريق من العلماء والباحثين من جامعة إنديانا في فهم أفضل لمسكن الألم الشائع الذي لا يحتاج إلى وصفة طبية: تايلينول المعروف باسم الباراسيتامول.
نشرت ميكايلا دفوراكوفا، باحثة ما بعد الدكتوراه في معهد جيل لعلم الأعصاب في جامعة إنديانا الدراسة في مجلة Cell Reports Medicine.
إن اكتشافهم، الذي يوضح طريقة غير معروفة سابقًا يستخدمها الدواء لاستهداف الألم، قد يغير الطريقة التي يفكر بها علماء الأدوية في علاج الألم، ويساعد في تصميم أدوية مسكنة للألم أكثر أمانًا وفعالية.
وجد الباحثون أن الأسيتامينوفين يثبط إنزيمًا يُنتج أحد القنبينات الداخلية، وهو 2-أراكيدونويل جلسرين، أو 2-AG.
يُنتج الجسم القنبينات الداخلية لتنشيط مستقبلات CB1، وهي نفس المستقبلات التي تُنتج التأثيرات النفسية للقنب.
كيفية عمل الباراسيتامول
على الرغم من أن الأسيتامينوفين، المعروف أيضًا باسم تايلينول أو باراسيتامول، هو مسكن الألم وخافض الحرارة الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة، إلا أن كيفية تخفيفه للألم لا تزال لغزًا.
قالت دفوراكوفا: "هناك فرضيات، لكننا ما زلنا لا نعرف بدقة آلية عملها. حتى الآن، كنا نعتقد أن ارتفاع مستويات الإندوكانابينويدات في أجسامنا يعني ألمًا أقل، لكن دراستنا تُظهر أنه في حالة 2-AG، قد يكون الأمر عكس ذلك. في الواقع، يؤدي انخفاض مستويات 2-AG إلى انخفاض الألم".
عند تناول جرعات عالية، قد يكون الأسيتامينوفين سامًا للكبد. يتسبب سمية الأسيتامينوفين في حوالي 500 حالة وفاة سنويًا في الولايات المتحدة، وهو ثاني أكبر سبب لزراعة الكبد حول العالم. ونظرًا لتوفره على نطاق واسع وتركيبه في منتجات أخرى، يستهلك أكثر من 60 مليون أمريكي الأسيتامينوفين أسبوعيًا، مما يجعل من الضروري فهم كيفية استهدافه لمستقبلات الألم.
قال الباحثون: "إذا لم تكن تعرف الهدف، فلن تتمكن من تصميم بديل. تشير أبحاثنا إلى أن هذا الإنزيم قد يكون هو الهدف، وفي هذه الحالة، يمكنك البدء بتطوير أدوية تستهدف هذا الإنزيم تحديدًا، ولكن دون تلك السمية".
وأضافوا أن هناك تشككًا في أوساط البحث العلمي بشأن آلية عمل جديدة للأسيتامينوفين . وعندما أظهرت خمسون عامًا من الأبحاث أن تنشيط مستقبلات CB1 يُخفف الألم في الجسم، استقر العلماء على هذا المفهوم.
وأشار الباحثون إلى أنه "قد يكون من الصعب اختراق هذه العقيدة".
وفي المستقبل، يتطلع فريق البحث إلى تقييم مسكنات الألم الشائعة الأخرى، مثل الإيبوبروفين والأسبرين، لتحديد ما إذا كانت لديها آليات عمل مماثلة.
