يزداد الصداع النصفي والسكتة الدماغية في الصيف.. تعرف على السبب

مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، يزداد الضغط على الجسم، ما يُسبب للعديد صداعًا أكثر تكرارًا أو حدة، يُعتبر اعتقاد الكثيرين أن الطقس هو سبب الصداع بين مرضى الصداع النصفي أو توتر الأعصاب، أمرًا واسع الانتشار.
وتُعطي إحصائيات أن التغير في درجة الحرارة يُساهم بنسبة 16.5% في تفاوت حالات الصداع بين مرضى الصداع النصفي، مع زيادة بنسبة 9.6% خلال الصيف.
غير أن وراء ذلك قلقًا أعمق؛ فبينما قد يُسبب حر الصيف الصداع النصفي، فإن الحرارة يمكن أن تُحاكي أو تُخفي أعراض حالات أشد خطورة، مثل السكتة الدماغية، مما يصعب التشخيص المبكر.
علاقة الصيف بالصداع النصفي
يميل الصداع النصفي للتفاقم مع تغيرات البيئة، وتُعد الحرارة أحد المحفزات الشائعة. يتسبب الجفاف، التعرض للشمس، اضطراب النوم، وزيادة النشاط خلال الطقس الحار في ظهور نوبات الصداع النصفي، والتي تتسم عادة بألم نابض، وحساسية للضوء والصوت، وغثيان، مع ظهور هالات بصرية.
إضافة إلى ذلك، تتشابه أعراض الصداع النصفي مع علامات السكتة الدماغية، التي قد تتضمن دوارًا مفاجئًا، ارتباكًا، صعوبة في الكلام، وصداع.
عند ظهور هذه الأعراض خلال موجة حر، غالبًا يُفسر الأمر على أنه جفاف أو تعب حراري، مما يؤدي إلى تأخير في العلاج.

تأثير الحرارة على التشخيص
تداخل الأعراض يثير قلقًا كبيرًا، فالأمراض المرتبطة بالحرارة، مثل ضربة الشمس أو الإرهاق الحراري، قد تسبب أعراضًا مشابهة، مثل الدوار، الغثيان، والإرهاق، التي تتشابه مع أعراض السكتة الدماغية أو الصداع الشديد.
ومع وجود تاريخ مرضي للصداع النصفي، قد يربط المريض أعراض الصيف المزعجة بصداعه الاعتيادي، مما يزيد من احتمال التشخيص الخاطئ.
كما أن اضطراب تنظيم درجة حرارة الجسم في حالة السكتة الدماغية، قد يؤدي إلى عدم التعرق أو اضطرابات في تنظيم الحرارة، وهو ما قد يُساء فهمه أيضًا على أنه ضربة شمس.
وهذا يزيد من خطر التأخير في العلاج، أو التشخيص الخاطئ، وكلاهما قد يكون مهددًا للحياة أو يترك آثارًا دائمة.
ماذا يمكن أن نفعل؟
فهم الفروقات الدقيقة بين الصداع النصفي، ضربة الشمس، والسكتة الدماغية، يمكن أن يُنقذ حياة الإنسان.
فمثلاً، الصداع النصفي غالبًا يرافقه هالات بصرية، في حين أن السكتة قد تؤدي إلى فقدان مفاجئ للرؤية، أو شلل جزئي، أو صعوبة في التحدث.
إذا ظهرت أعراض جديدة أو غريبة، يجب طلب الرعاية الطبية فورًا، حيث تتطلب كل حالة علاجًا خاصًا؛ فالسكتة تتطلب تصويرًا دماغيًا عاجلًا وأدوية لإزالة الجلطة خلال 3-4.5 ساعات، بينما تتطلب ضربة الشمس خفض حرارة الجسم وترطيبًا مكثفًا.
الوقاية خير من العلاج
الوقاية دائمًا أفضل من العلاج. وتشمل الإجراءات الأساسية: استمرار الترطيب، تناول كميات وفيرة من السوائل، الحماية من أشعة الشمس، وتجنب الأنشطة في الخارج خلال أوقات حرّ الشديد. وكذلك، من المهم لمرضى الصداع النصفي مراقبة أعراضهم، وملاحظة أي تغيّر في الطقس.
بالنسبة لكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، فإن الفحوصات الدورية لضغط الدم، ومستوى السكر، وإدارة عوامل الخطر مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول، تُعد ضرورية، خاصةً خلال فصل الصيف.