السبت 24 مايو 2025 الموافق 26 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ارتفاع درجات الحرارة يرتبط بزيادة شدة انقطاع التنفس أثناء النوم| تفاصيل

الإثنين 19/مايو/2025 - 01:57 م
انقطاع التنفس أثناء
انقطاع التنفس أثناء النوم.. أرشيفية


تشير دراسة جديدة واسعة النطاق عُرضت في مؤتمر الجمعية الأمريكية لطب الجهاز التنفسي والعناية المركزة (ATS 2025) إلى أن ارتفاع درجات الحرارة قد يفاقم من حدة اضطراب انقطاع التنفس أثناء النوم (OSA).

وأظهرت الدراسة التي نُشرت في المجلة الأمريكية لطب الجهاز التنفسي والعناية المركزة أن، في ظل سيناريوهات تغير المناخ الأكثر احتمالية، من المتوقع أن يتضاعف العبء الاجتماعي لهذا الاضطراب في معظم الدول خلال السبعين أو خمسة وسبعين عامًا المقبلة.

وأكد الباحثون على أهمية الحد من الاحتباس الحراري، وأشاروا إلى أن النتائج تبرز الحاجة الملحة لتطوير استراتيجيات للتخفيف من الآثار الصحية والاقتصادية المرتبطة بانقطاع التنفس أثناء النوم، خاصةً مع ازدياد انتشاره وشدته.

وقال باستيان ليشات، الحاصل على دكتوراه والباحث الأول بمعهد FHMRI في جامعة فلندرز: "يسلط هذا البحث الضوء على العبء المجتمعي الناتج عن زيادة انتشار انقطاع التنفس أثناء النوم بسبب ارتفاع درجات الحرارة".

وفي حين أظهرت دراسات سابقة وجود علاقة بين درجات الحرارة المحيطة وشدة الاضطراب، إلا أن هذه الدراسة تعتبر الأولى التي تشرح وتحدد تفاصيل تلك الصلة بشكل موسع.

تفاصيل الدراسة

اعتمدت الدراسة على قاعدة بيانات تضم أكثر من 116,000 مستخدم حول العالم لجهاز استشعار تحت المرتبة، والذي يقيّم مستوى شدة انقطاع التنفس أثناء النوم بشكل مستمر، حيث تم تحليل حوالي 500 قياس لكل فرد مقابل درجات الحرارة على مدار 24 ساعة، المستمدة من نماذج مناخية.

وتبين أن ارتفاع درجات الحرارة مرتبط بزيادة احتمال إصابة الشخص بانقطاع التنفس بنسبة تصل إلى 45% في ليلة محددة، وكانت النتائج متفاوتة بين المناطق؛ حيث سجل سكان أوروبا معدلات أعلى مقارنةً بسكان أستراليا والولايات المتحدة.

وصرح الدكتور ليشات: "لقد أصابتنا المفاجأة بحجم العلاقة بين درجة الحرارة وشدة الانقطاع".

كما قام الباحثون بتقدير الأثر الاجتماعي والاقتصادي لزيادة انتشار الحالة، من خلال نماذج تشمل سنوات العمر المعدلة حسب الإعاقة، والخسائر الإنتاجية، وتكاليف الرعاية الصحية، مختبرين سيناريوهات مناخية مختلفة.

ووجدوا أن أي ارتفاع في درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين أو أكثر قد يؤدي إلى تضاعف العبء الناجم عن اضطراب الانقطاع بنسبة تتراوح بين 1.5 و3 مرات بحلول عام 2100، مع العلم أن تغير المناخ زاد من تأثير الحالة بنسبة تتراوح بين 50 و100% منذ عام 2000.

وأشار الدكتور ليشات إلى أن هذه النتائج تؤكد أن تغير المناخ يشكل تهديدًا كبيرًا لصحة الإنسان ورفاهيته، وأن تطوير أدوات فعالة للتشخيص والعلاج أصبح أكثر أهمية، خاصة مع انتشار الحالة غير المشخصة والمعالجة.

وفي الختام، أوضح أن رفع معدلات التشخيص والعلاج من شأنه أن يقلل من الأعباء الصحية والإنتاجية الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الانتشار الوبائي لاضطراب انقطاع التنفس أثناء النوم.

ويفكر الفريق في إجراء دراسات تدخلية مستقبلية لاستكشاف استراتيجيات التخفيف من تأثير الحرارة على الحالة، بالإضافة إلى دراسة الآليات الفسيولوجية التي تربط بين شدتها ودرجة الحرارة.