الثلاثاء 17 يونيو 2025 الموافق 21 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

التوحد مرتبط بارتفاع خطر الإصابة بمرض باركنسون| تفاصيل

الخميس 29/مايو/2025 - 03:18 م
التوحد مرتبط بارتفاع
التوحد مرتبط بارتفاع خطر الإصابة بمرض باركنسون.. أرشيفية


أفادت دراسة واسعة النطاق أجراها معهد كارولينسكا ونُشرت في مجلة JAMA Neurology أن الأشخاص المُشخَّصين بالتوحد أكثر عُرضةً للإصابة بـ مرض باركنسون في مرحلة مُبكرة من حياتهم، ويعتقد الباحثون أن هاتين الحالتين قد تشتركان في آليات بيولوجية كامنة.

تستند الدراسة إلى بيانات سجلات لأكثر من مليوني شخص وُلدوا في السويد بين عامي 1974 و1999، والذين تمت مُتابعتهم من سن العشرين حتى نهاية عام 2022.

وتساءل الباحثون عن وجود صلة مُحتملة بين التشخيص العصبي النفسي باضطراب طيف التوحد (ASD)، الذي يُؤثر على عمليات التفكير والسلوك والتواصل الشخصي لدى الفرد، ومرض باركنسون المُبكر، وهو حالة تُؤثر على الحركة والتنقل.

دور الدوبامين 

تُظهر النتائج أن الأشخاص المُشخَّصين بالتوحد كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بأربع مرات مقارنةً بالأشخاص غير المُشخَّصين به، وهو ارتباط يبقى قائمًا عند ضبط الوضع الاجتماعي والاقتصادي، والاستعداد الوراثي للأمراض العقلية أو مرض باركنسون، وعوامل أخرى مماثلة.

يقول ويياو ين، الباحث في قسم علم الأوبئة الطبية والإحصاء الحيوي بمعهد كارولينسكا، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "يشير هذا إلى احتمال وجود عوامل بيولوجية مشتركة وراء اضطراب طيف التوحد ومرض باركنسون".

تقول إحدى الفرضيات إن نظام الدوبامين في الدماغ يتأثر في كلتا الحالتين، لأن الناقل العصبي الدوبامين يلعب دورًا مهمًا في السلوك الاجتماعي والتحكم في الحركة.

من المعروف أن الخلايا العصبية المُنتجة للدوبامين تتدهور في مرض باركنسون. وقد أظهرت دراسات سابقة أيضًا أن الدوبامين قد يكون له دور في التوحد، ولكن لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد ذلك.

يقول الدكتور ين: "نأمل أن تُسهم نتائجنا في نهاية المطاف في توضيح الأسباب الكامنة وراء كلٍّ من اضطراب طيف التوحد ومرض باركنسون".

أهمية الفحوصات الطبية

يُعد الاكتئاب واستخدام مضادات الاكتئاب شائعين لدى الأشخاص المصابين بالتوحد، وكذلك الأدوية المضادة للذهان، المعروفة بقدرتها على التسبب في أعراض تُشبه أعراض مرض باركنسون. 

عندما عدّل الباحثون هذه العوامل، كان الارتباط بين اضطراب طيف التوحد والتطور اللاحق لمرض باركنسون أقل وضوحًا، لكن الخطر ظلّ مضاعفًا.

يُشير الباحثون إلى أنهم حللوا فقط حالات الإصابة المبكرة بمرض باركنسون قبل سن الخمسين، وأن متوسط ​​أعمار المشاركين في نهاية الدراسة كان 34 عامًا. لذلك، كان معدل الإصابة بمرض باركنسون منخفضًا جدًا، ستحتاج الدراسات المستقبلية إلى دراسة ما إذا كان الخطر المرتفع سيستمر حتى سن متقدمة.

يقول سفين ساندين، الباحث الأخير في الدراسة، والخبير الإحصائي وعالم الأوبئة في قسم علم الأوبئة الطبية والإحصاء الحيوي بمعهد كارولينسكا: "يجب على خدمات الرعاية الصحية إبقاء المصابين باضطراب طيف التوحد - وهم فئة معرضة للخطر وتعاني من ارتفاع معدلات الاعتلالات المصاحبة واستخدام كبير للأدوية النفسية - تحت المراقبة طويلة الأمد".

في الوقت نفسه، من المهم أن نتذكر أن تشخيص مرض باركنسون قبل سن الخمسين نادر جدًا، بما في ذلك لدى المصابين بالتوحد.