الإثنين 16 يونيو 2025 الموافق 20 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

أسباب الهوس الخفيف.. هل تتدخل العوامل الوراثية؟

الخميس 29/مايو/2025 - 09:29 م
أسباب الهوس الخفيف
أسباب الهوس الخفيف


أسباب الهوس الخفيف .. في ظل تزايد الوعي بقضايا الصحة النفسية، يلفت الهوس الخفيف وهو أحد الاضطرابات المزاجية اهتمام المختصين والباحثين على حد سواء، فبينما قد يبدو للبعض مجرد نوبة مزاجية إيجابية أو ارتفاع في النشاط، إلا أن جذوره تمتد إلى أعماق معقدة من العوامل البيولوجية والوراثية والنفسية.

أسباب الهوس الخفيف 

وحسب موقع مستشفى إسطنبول الوطني، يصنَف الهوس الخفيف كإحدى الحلقات المزاجية في طيف الاضطراب ثنائي القطب، ويظهر عادة في إطار الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أو الثاني، ورغم أن أعراضه لا تصل إلى حدة الهوس الكامل، إلا أنها تظل مؤشرا مهما يستحق الانتباه والتشخيص الدقيق.

ما هي أسباب الهوس الخفيف؟

وبخصوص ما هي أسباب الهوس الخفيف؟، فيكمن وراء هذه الحالة المزاجية تفاعل معقد بين عدد من العوامل، منها:

العوامل الوراثية

حيث تشير الدراسات إلى وجود صلة وراثية واضحة، حيث يكون الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالاضطراب ثنائي القطب أكثر عرضة للإصابة والوراثة لا تحدد المصير، لكنها قد ترفع درجة الاستعداد لظهور الاضطراب.

الاختلالات الكيميائية الحيوية في الدماغ

حيث يلعب اختلال توازن الناقلات العصبية، مثل السيروتونين والدوبامين والنورأدرينالين، دورا في التأثير على الحالة المزاجية و عندما تضطرب هذه المواد الكيميائية، يتغير المزاج ومستوى النشاط العقلي والجسدي بشكل ملحوظ.

الضغوط النفسية 

وتلعب الضغوط الحياتية والتجارب المؤلمة دورا محفزا في ظهور أو تفاقم نوبات الهوس الخفيف، وسواء كانت خسارة شخصية، أو مشكلات عائلية، أو ظروف اجتماعية صعبة، فإن البيئة قد تكون شرارة إشعال لهذه الحالة لدى الأشخاص المعرضين لها.

تغيرات في بنية الدماغ ووظائفه

إذ أظهرت الأبحاث وجود تغيرات في مناطق معينة من الدماغ لدى المصابين، مثل الفص الجبهي والحصين واللوزة الدماغية، وهي مناطق تتحكم بالعاطفة واتخاذ القرار، وهذه التغيرات قد تؤثر على استجابة الفرد للمحفزات العاطفية وتوازنه النفسي.

التقلبات الهرمونية

وتلعب الهرمونات دورا ملحوظًا، لا سيما خلال فترات التغير الهرموني عند النساء مثل الحمل أو سن اليأس أو الدورة الشهرية، وتؤثر هذه التغيرات على استقرار المزاج، وقد تثير أعراض الهوس الخفيف لدى البعض.

 

كيف يتم تشخيص الهوس الخفيف؟

وحول كيف يتم تشخيص الهوس الخفيف؟، فنظرا للتشابه بين أعراض الهوس الخفيف وأشكال أخرى من التغيرات المزاجية، فإن التشخيص الدقيق يتطلب تدخلًا طبيا متخصصا، يشمل:

التاريخ الشخصي والعائلي

وفيها يتم ُجمع معلومات مفصلة حول الحالة النفسية للفرد وسجله الطبي، بالإضافة إلى وجود تاريخ عائلي للأمراض النفسية، لا سيما الاضطراب ثنائي القطب.

تحليل الأعراض والتأثيرات السلوكية

حيث يركز الطبيب على مدة الأعراض، وتأثيرها على الحياة اليومية، ونمط النوم والطاقة والتفكير، وكل هذه المعطيات تستخدم لرسم صورة سريرية دقيقة.

الاختبارات النفسية

وقد تستخدم مقاييس واختبارات مزاجية لتقييم شدة الأعراض واستقرار الحالة الذهنية، وهذه الأدوات تساعد في اتخاذ القرار الطبي المناسب.

الفحص البدني والاستبعاد الطبي

حيث يجرى فحص طبي شامل للتأكد من عدم وجود أمراض عضوية تسبب أعراضا مشابهة، مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو تأثيرات جانبية لأدوية معينة.