السبت 07 يونيو 2025 الموافق 11 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دراسة تكشف عن نظام غذائي يخفف أعراض القولون العصبي.. ما هو؟

السبت 31/مايو/2025 - 05:15 م
القولون العصبي..
القولون العصبي.. أرشيفية


أظهرت دراسة تجريبية حديثة أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة ميشيغان أن اتباع النظام الغذائي المتوسطي قد يكون وسيلة فعالة لتخفيف الأعراض المرتبطة بمتلازمة القولون العصبي (IBS)، وهو حالة شائعة تؤثر على ما بين 4 إلى 11% من السكان العالميين. 

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Neurogastroenterology & Motility، وقد سلطت الضوء على بديل غذائي محتمل لا يعتمد على الأنظمة الغذائية التقييدية التقليدية، والذي قد يكون أسهل وأقل تكلفة على المرضى.

تصميم الدراسة ومشاركاتها

تم تقسيم المشاركين في الدراسة عشوائيًا إلى مجموعتين: واحدة اعتمدت على النظام الغذائي المتوسطي، والثانية اتبعت نظامًا منخفض الفودماب، وهو نظام غذائي محدود يعتمد على تقليل أنواع معينة من الكربوهيدرات يُعتقد أنها تثير أعراض القولون العصبي. استمرت فترة التدخل أربعة أسابيع، وتم تقييم شدة الأعراض بشكل دوري.

النتائج الأساسية

أظهرت النتائج أن 73% من المرضى الذين اتبعوا النظام الغذائي المتوسطي شهدوا تحسنًا في أعراضهم، بينما بلغت نسبة التحسن في المجموعة التى اتبعت نظام الفودماب المنخفض 81.8%. 

أهم معيار تم قياسه كان انخفاض آلام البطن بنسبة 30% وفقًا لمعايير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بعد نهاية الفترة العلاجية.

أنواع متلازمة القولون العصبي

شمل التحليل مرضى يعانون من نوعي متلازمة القولون العصبي: النوع الإسهالي (IBS-D)، والنوع المختلط الذي يتسم بأعراض متغيرة بين الإمساك والإسهال (IBS-M). 

كانت الدراسة هي الأول من نوعه التي تستخدم تصميم عشوائي ومراقب لمقارنة هذين النظامين الغذائيين، بعدما كانت الدراسات السابقة تقتصر على مقارنته مع أنظمة غذائية قياسية أو لم تكن تضمن تصميمًا عشوائيًا.

مزايا النظام الغذائي المتوسطي

رغم أن نظام الفودماب المنخفض حقق تحسنًا أكبر في الأعراض عند بعض المرضى، إلا أن الباحثين أكدوا على أن النظام المتوسطي يُعد خيارًا أكثر استدامة وسهولة في الالتزام، إذ لا يعتمد على الحظر الصارم وإنما يشجع على تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة. كذلك، فهو معروف بفوائده الصحية للقلب والأوعية الدموية، وتحسين الإدراك، والصحة العامة بشكل عام.

تحديات الأنظمة الغذائية التقييدية

ذكر الباحثون أن الأنظمة الغذائية التقييدية مثل الفودماب المنخفض، رغم فعاليتها في تحسين أعراض القولون العصبي، إلا أنها تفرض قيودًا صارمة، وتؤدي إلى مخاوف من نقص بعض العناصر الغذائية، وارتفاع مخاطر اضطرابات الأكل، إضافة إلى تكلفتها العالية، ووقت التحضير الطويل. لذلك، فإن البحث عن بدائل أبسط، وأكثر قبولاً من قبل المرضى، هو أمر هام.

التوصيات المستقبلية

قال الدكتور براشانت سينغ، أحد المؤلفين، إن نتائج الدراسة تُعد خطوة مهمة نحو تطوير تدخلات غذائية قابلة للتطبيق بشكل أوسع، مشيرًا إلى ضرورة إجراء دراسات أكبر وأكثر طولًا لمقارنة أثر النظام الغذائي المتوسطي على المدى الطويل، خاصة فيما يتعلق بنتائج بعد مرحلة إعادة إدخال الأطعمة التي يُحظرها نظام الفودماب، وتقييم فعاليته بشكل مستدام.

موقف الخبراء والتطلعات القادمة

وصف الدكتور ويليام تشي، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي في جامعة ميشيغان، النتائج بأنها تضيف إلى مجموعة الأدلة التي تشير إلى أن النظام الغذائي المتوسطي قد يكون خيارًا مفيدًا لمرضى القولون العصبي، ويمكن أن يُدرج ضمن الخيارات العلاجية الغذائية المعتمدة.

وأشار إلى أن هناك حاجة ملحة لمزيد من الدراسات، خاصة تلك التي تهدف إلى تقييم فعاليته على الأمد الطويل، وتحديد مدى قدرته على تحسين جودة حياة المرضى بشكل مستدام.