الإثنين 16 يونيو 2025 الموافق 20 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل تعاني من تعب مستمر أو تقلبات مزاجية؟.. تعرف على مشاكل الغدة الدرقية

الأحد 01/يونيو/2025 - 03:10 م
الغدة الدرقية.. أرشيفية
الغدة الدرقية.. أرشيفية


أصبحت اضطرابات الغدة الدرقية من أكثر المشاكل الصحية خطورةً، وإن كانت لا تحظى بالاهتمام الكافي، والتي يجب على النساء الاهتمام بها في عصرنا الحالي. 

تتحكم الغدة الدرقية في وظائف الجسم الرئيسية، من الأيض ودرجة الحرارة إلى المزاج ومعدل ضربات القلب وتوازن الهرمونات، عندما لا تعمل بشكل مثالي أو تصبح مفرطة النشاط، تتفاقم الآثار السلبية على العديد من أجهزة الجسم، مما يؤثر سلبًا على الطاقة والحالة النفسية والقدرة الإنجابية والاستجابة المناعية.

الأكثر عرضة لمشاكل الغدة الدرقية

النساء هنّ الأكثر عرضة للخطر، حيث تشير الأبحاث إلى أنهن أكثر عرضة للإصابة بأمراض الغدة الدرقية بثماني مرات من الرجال، وخاصةً في المراحل الحساسة للهرمونات مثل البلوغ والحمل وفترة ما بعد الولادة وانقطاع الطمث. 

يُعد التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو وداء غريفز، من بين أمراض المناعة الذاتية الأكثر شيوعًا بين النساء، إذا لم تُعالج، فقد تُسبب إرهاقًا مزمنًا، وعقمًا، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وتغيرات في الوزن، وتقلبات في المزاج، وحتى الاكتئاب.

تحديات التشخيص وأهمية العلاج

حتى مع وجود أنماط واضحة، غالبًا ما تبقى اختلالات الغدة الدرقية دون تشخيص لأن أعراضها إما غير محددة أو يتم الخلط بينها وبين التوتر أو التأثيرات الهرمونية أو التقدم في السن، وهنا يأتي دور المعالجة المثلية كبديل فعال وآمن، فعلى عكس العلاجات الأخرى التي تهدف فقط إلى تعويض الهرمونات أو تثبيطها، تسعى المعالجة المثلية إلى موازنة الخلل الكامن، سواء كان توترًا عاطفيًا أو اضطرابًا مناعيًا أو اختلالًا هرمونيًا.

يُعد نمط الحياة الداعم أمرًا بالغ الأهمية لعلاج اضطرابات الغدة الدرقية بنجاح، إن اتباع نظام غذائي متوازن وداعم للغدة الدرقية، يشمل الأرز البني، والخضراوات الورقية المطهوة على البخار، والأطعمة الغنية بالسيلينيوم مثل بذور دوار الشمس، والبروبيوتيك الطبيعي مثل اللبن الرائب والخضراوات المخمرة، يُسهم بشكل كبير في استعادة التوازن الهرموني.

إضافةً إلى ذلك، فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والراحة الكافية، وأنشطة تخفيف التوتر مثل اليوغا أو اليقظة الذهنية، تلعب دورًا حاسمًا في دعم العلاج الطبي والصحة العامة.

في الوقت نفسه، يجب دحض الخرافات الشائعة، لا يقتصر مرض الغدة الدرقية على النساء المسنات، بل يمكن أن يُصيب أي فئة عمرية، بما في ذلك سنوات المراهقة ومرحلة الشباب، كما أنه ليس بالضرورة مرضًا دائمًا. مع التشخيص السريع، والعلاج الفردي، والمراقبة المنتظمة، يُلاحظ العديد من المرضى تحسنًا ملحوظًا في الأعراض، وانخفاضًا في الاعتماد على الأدوية، وتحسينًا في نوعية الحياة.

بالنسبة للنساء، اللاتي ترتبط صحتهن ارتباطًا وثيقًا بالتقلبات الهرمونية، يُصبح دمج رعاية الغدة الدرقية ضمن الفحوصات الصحية الوقائية أمرًا ضروريًا، إن زيادة الوعي والكشف المبكر وتقنيات العلاج الشامل لا تعمل على إدارة الأعراض فحسب، بل تضمن أيضًا الشفاء والمقاومة على المدى الطويل، سواء الجسدية أو النفسية.