موانع الحمل الهرمونية تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الغامضة| تفاصيل

تُعدّ موانع الحمل الهرمونية جزءًا لا يتجزأ من حياة النساء، إذ تُعدّ خيارًا عمليًا وفعالًا لمنع الحمل وتنظيم الدورة الشهرية، ومع ذلك، كشفت نتائج جديدة أن موانع الحمل الهرمونية الفموية المركبة (التي تحتوي على كلٍّ من الإستروجين والبروجيستوجين) قد تزيد بشكل كبير من احتمالية إصابة النساء بالسكتة الدماغية مجهولة السبب، وهي نوع مفاجئ وخطير من السكتات الدماغية يحدث دون سبب واضح.
تفاصيل الدراسة
عُرضت النتائج في مؤتمر المنظمة الأوروبية للسكتات الدماغية. وقال الباحثون إنه من المثير للدهشة أن السكتات الدماغية مجهولة السبب تُشكّل حوالي 40% من جميع السكتات الدماغية لدى البالغين الأصغر سنًا، وخاصةً النساء.
كما تُشير الدراسة إلى وجود عوامل خاصة بالجنس تُساهم في هذا الخطر، مثل استخدام موانع الحمل الهرمونية.
في مؤتمر هذا العام، قدّم الباحثون نتائج دراسة Secreto. أُجري هذا البحث الدولي حول أسباب السكتات الدماغية غير المبررة لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا.
شملت الدراسة 608 مريضات مصابات بسكتات دماغية إقفارية مجهولة السبب من 13 دولة أوروبية مختلفة.
ومن أبرز نتائج الدراسة أن النساء اللواتي استخدمن موانع الحمل الفموية المركبة كنّ أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية مجهولة السبب بثلاث مرات مقارنةً بغير المستخدمات.
وقد ثبتت هذه النتائج، حتى بعد أن عدّل الباحثون عوامل أخرى قد تكون ساهمت في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية (مثل السمنة وتاريخ الإصابة بالصداع النصفي).

ووجدت دراسة نُشرت في وقت سابق من هذا العام، تابع فيها الباحثون أكثر من مليوني امرأة، أن موانع الحمل الهرمونية المركبة، بما في ذلك حبوب منع الحمل، واللولب الرحمي، واللصقات، والحلقات المهبلية، والتي تحتوي جميعها على كل من الإستروجين والبروجيستوجين الاصطناعيين، مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.
ومع ذلك، نظر الباحثون أيضًا في موانع الحمل التي تحتوي على البروجستين فقط (اللولب الرحمي)، ووجدوا أنه لا يوجد خطر متزايد للإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
تشير هاتان النتيجتان الأخيرتان إلى أن هرمون الإستروجين قد يكون العامل الرئيسي لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية. وبينما لا يزال الخطر المطلق منخفضًا، ما يعني أن أقل من 40 امرأة من كل 100,000 امرأة يستخدمن موانع الحمل الهرمونية المركبة سيُصبن بسكتة دماغية، فإن التأثير على مستوى السكان كبير بالنظر إلى عدد النساء اللواتي يستخدمنها حول العالم.
على الرغم من المخاطر المرتبطة بموانع الحمل الهرمونية المركبة، تواصل العديد من النساء استخدامها - إما لعدم إدراكهن الكامل للمخاطر، أو لأن البدائل إما أقل فعالية، أو أقل توفرًا، أو لها أعباءها الخاصة.
يعود جزء من سبب شيوع هذه المقايضة إلى استمرار نقص التمويل وعدم إعطاء الأولوية لأبحاث صحة المرأة، تاريخيًا، ركزت الأبحاث الطبية بشكل غير متناسب على الرجال - مع استبعاد النساء من الدراسات أو اعتبارهن ثانويات.
وقد أدى ذلك إلى فهم محدود لكيفية تأثير موانع الحمل الهرمونية على وظائف الأعضاء الأنثوية بما يتجاوز مجرد التحكم في الخصوبة، ونتيجة لذلك، تظل الآثار الجانبية غير مفهومة بشكل جيد، ولا يتم التواصل بشأنها أو معالجتها بشكل كاف.