علاج جديد يمنح الأمل للمرضى المصابين بمتلازمة ألاجيلي

طور فريق من الباحثين علاجًا جديدًا قد يُحسّن مستقبل مرضى متلازمة ألاجيل، والتي تُؤثّر على أعضاء متعددة، بما في ذلك الكبد، حيث غالبًا ما تُؤدّي إلى فشل الكبد.
زراعة الكبد
في الوقت الحالي، لا توجد علاجات نهائية لهذه الحالة سوى زراعة الكبد، ولكن دراسة الفريق المنشورة في مجلة Gastroenterology تظهر أنه في نماذج الفئران التي تعاني من هذه المتلازمة، يمكن لحقنة واحدة من العلاج الجيني أن تعمل على تحسين صحة الكبد وتطور القناة الصفراوية بشكل كبير - حتى بعد أن بدأ تلف الكبد بالفعل.

متلازمة ألاجيل
متلازمة ألاجيل مرض وراثي يصيب حوالي شخص واحد من كل 30 ألف شخص.
وتتمثل السمة المميزة لهذه الحالة في انخفاض كبير في عدد القنوات الناقلة للصفراء من الكبد، وفقًا للباحث المشارك، الدكتور حامد جعفر نجاد، أستاذ علم الوراثة الجزيئية والبشرية في جامعة بايلور.
وأضاف: "نتيجةً لذلك، يتوقف تدفق الصفراء من الكبد أو يتباطأ، مما يؤدي إلى تراكمها، مما يُسبب تلف الكبد مع مرور الوقت. وتُركز العلاجات الحالية على تأخير تطور المرض".
الخيار الوحيد لاستعادة وظائف الجهاز الصفراوي في متلازمة ألاجيل هو زراعة الكبد، إلا أنها تنطوي على مخاطر كبيرة، وأوقات انتظار طويلة، وأدوية مدى الحياة للسيطرة على رفض الزرع، وهذا يجعل البحث عن علاجات جديدة أمرًا ملحًا للغاية.
في الدراسة الحالية، ركز الباحثون على جين يُسمى Sox4، وأُفيد بأن Sox4 يُعزز نمو القناة الصفراوية بالتعاون مع جين آخر يُسمى Sox9، مما يُشير إلى أن إسكات Sox4 قد يُفاقم الأعراض في نماذج الفئران المُصابة بهذه المتلازمة.
وعلى عكس توقعاتهم، وجد الباحثون أن خفض مستويات Sox4 في الكبد يُحسّن من نمو القناة الصفراوية في نماذج الفئران المُصابة بهذه المتلازمة.
وقد قاد هذا الاكتشاف الفريق إلى تحليل بيانات التعبير الجيني واكتشاف أن التعبير عن هذا الجين يزداد في أكباد نماذج الفئران المصابة بمتلازمة ألاجيلي وفي المرضى الذين يعانون من هذه الحالة.
علاج جديد يستهدف خلايا الكبد
قال دنكان فوكس، الباحث الرئيسي في الدراسة، وهو طالب دراسات عليا في مختبر جعفر نجاد: "استخدمنا العلاج الجيني الفيروسي المرتبط بالغدة الدرقية لتوصيل جزيء RNA صغير يُثبّط جين Sox4 تحديدًا في خلايا كبد الفئران".
وأضاف: "لقد سررنا برؤية أن جرعة واحدة من العلاج أدت إلى تكوين قنوات صفراوية أكثر فعالية، وتقليل تندب الكبد والتهابه، وتحسين بنية الكبد ووظائفه بشكل عام حتى مرحلة البلوغ، وهذا يشير إلى أن تكرار العلاجات قد لا يكون ضروريًا للحفاظ على تأثير طويل الأمد".
الأهم من ذلك، أن العلاج أثبت فعاليته عند إعطائه بعد ظهور علامات تلف الكبد.
وهذا يشير إلى أن العلاج لا يقتصر على منع المشاكل فحسب، بل قد يساعد أيضًا في عكس مسارها. لم يُسبب العلاج أي ضرر للفئران السليمة، مما يشير إلى أنه قد يكون آمنًا للاستخدام على نطاق أوسع، كما قال فوكس.
تُعدّ هذه الدراسة خطوةً هامةً في البحث عن علاجٍ لمتلازمة ألاجيل.
ويجري حاليًا إجراء المزيد من الأبحاث، بما في ذلك دراسات السلامة وفهم آلية عمل العلاج على المستوى الجزيئي ، لاختبار فعالية هذا العلاج الواعد في التجارب السريرية.