الإثنين 16 يونيو 2025 الموافق 20 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اضطرابات الدم والأورام الخبيثة.. كيف تعطل السرطانات غير الدموية شريان الحياة في الجسم.

الخميس 05/يونيو/2025 - 11:38 ص
اضطرابات الدم والأورام
اضطرابات الدم والأورام الخبيثة.. أرشيفية


الدم هو أهم عنصر في الدورة الدموية في جسم الإنسان، وفي ظل تزايد انتشار أمراض الدم والأورام الخبيثة الصلبة، من المهم فهم الأعراض والمظاهر الشائعة لاضطرابات الدم المرتبطة بها، ويمكن أن تظهر هذه الأمراض بأعراض شائعة مثل فقر الدم، أو حالات خطيرة مثل الصدمة الإنتانية. 

اضطرابات الدم والأورام الخبيثة

في البداية، ترتبط معظم الأورام الخبيثة بانخفاض في الهيموغلوبين، وهو ما نسميه "فقر الدم"، يعاني المريض من التعب، وضيق التنفس، والإرهاق السريع، وفقدان الاهتمام بالعمل الروتيني. 

عند الرجال، يُعد فقر الدم مؤشرًا على فقدان الدم من الجهاز الهضمي، والذي يتطلب فحصًا للكشف عن سرطان المعدة/القولون.

يوضح الدكتور سانديب أبيجيت باتنايك، استشاري أمراض الدم السريرية وزراعة نخاع العظم في مستشفى مانيبال بوبانسوار، أن النساء قد يعانين من فقدان دم مفرط أثناء الدورة الشهرية، أو حتى نزيف مفاجئ. 

تعاني النساء المسنات من نزيف مهبلي متكرر بعد انقطاع الطمث في حالات سرطان المهبل، وعندما ينتشر الورم الخبيث الصلب (خارج موقعه الأصلي) إلى نخاع العظم، فقد يُظهر أيضًا انخفاضًا في عدد الصفائح الدموية، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة النزيف.

وبالمثل، تُظهر أورام الكبد الخبيثة أيضًا ميلًا لزيادة النزيف لدى بعض المرضى، وقد يظهر خلل تنسج الخلايا البلازمية مع دوخة وعلامات عصبية يمكن أن تُعزى إلى فرط لزوجة الدم (سماكة زائدة بسبب البروتينات المتداولة).

وبعد العلاج الكيميائي، قد تشعر المريضة بخدر أو ضعف في أطراف الأصابع وصعوبة في المشي والتمسك بالنعال، والتي قد تكون أيضًا بسبب نقص فيتامين ب12 والسمية العصبية الناجمة عن الأدوية.

يمكن لحالات مثل الداء النشواني أن تُضعف وظائف القلب وتُؤدي إلى اختلال دوران البروتين في الدم، مما يؤثر لاحقًا على الكلى أيضًا.

تُسبب معظم الأورام الخبيثة في الأعضاء الصلبة خللاً في خلايا الدم البيضاء (العدلات)، وبالتالي تكون مناعتها أقل نسبيًا من الأشخاص العاديين. 

بهذه الطرق العديدة، يمكن أن تُسبب السرطانات الصلبة اضطرابات في الدم، والتي قد تكون علامةً ظاهرةً ونتيجةً للورم الخبيث، ويجب أن نكون على دراية بهذه العلامات للكشف المبكر وتحسين الإدارة.

يُصبح فهم التفاعل بين الأورام الخبيثة واضطرابات الدم أمرًا بالغ الأهمية عند إدارة خطط العلاج وتوقع المضاعفات. 

بالإضافة إلى الآثار المعروفة المرتبطة بالعلاج الكيميائي، يمكن أن تُسبب العلاجات المُوجهة والعلاجات المناعية أيضًا آثارًا جانبيةً في الدم مثل قلة العدلات وقلة الصفيحات وفقر الدم.

قد يُؤدي الإشعاع، وخاصةً عند توجيهه بالقرب من مواقع نخاع العظم، إلى زيادة تثبيط تكوين الدم.

علاوةً على ذلك، تُسبب السرطانات بشكل غير مباشر متلازمات وحالات نظيرة للورم، مما قد يؤدي إلى اضطرابات تخثر الدم أو فقر الدم الانحلالي.

لا تؤثر هذه المضاعفات على تشخيص المرض فحسب، بل تؤثر أيضًا على قدرة المريض على مواصلة العلاج المكثف. لذا، يُصبح النهج متعدد التخصصات، الذي يشمل أطباء أمراض الدم والأورام وفرق الرعاية الداعمة، ضروريًا لتقديم رعاية شاملة لمرضى السرطان.