الإثنين 16 يونيو 2025 الموافق 20 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دواء للسكري يظهر فوائد لمرضى الكبد| تفاصيل

الخميس 05/يونيو/2025 - 12:57 م
الكبد.. أرشيفية
الكبد.. أرشيفية


أظهرت دراسة سريرية نُشرت في المجلة الطبية البريطانية (BMJ) أن دواء داباجليفلوزين، المشارك في تثبيط ناقل الصوديوم والجلوكوز 2 (SGLT-2) ويستخدم على نطاق واسع لعلاج داء السكري من النوع الثاني، يظهر فوائد ملحوظة لدى مرضى الكبد المتقدم.

وتوضح النتائج أن علاج داباجليفلوزين أدى إلى تحسين حالات التهاب الكبد الدهني المرتبط بتخلل الأيض (MASH) وتليف الكبد، مقارنةً بالمجموعة التي تلقت علاجًا وهميًا، إذ يُعرف MASH بأنه تراكم دهون في الكبد يسبب الالتهاب، ويمكن أن يتطور إلى تليف الكبد، الذي يُتمثل بتندب الأنسجة.

ويُقدر أن التهاب الكبد الدهني الناتج عن خلل التمثيل الغذائي يصيب أكثر من 5% من البالغين، وأكثر من 30% من مرضى السكري أو السمنة، ويمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد لدى ربعهم.

رغم أن دراسات سابقة أظهرت أن مثبطات SGLT-2 تساعد على تحسين محتوى الدهون ووظائف الكبد وتصلب الأنسجة، إلا أنه لم تُجرَ دراسات على مرضى التهاب الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي تحديدًا.

وفي الدراسة، قام الباحثون بتقييم 154 بالغًا (متوسط عمرهم 35 سنة، 85% منهم رجال) بعد تشخيصهم بـ MASH عبر خزعة كبدية في ستة مراكز طبية بالصين من نوفمبر 2018 حتى مارس 2023، وكان نحو نصفهم مصابين بداء السكري من النوع الثاني، وجميعهم تقريبًا كانوا يعانون من تليف الكبد بمختلف مراحله.

تم تقسيم المشاركين عشوائيًا لتلقي 10 ملغ من داباجليفلوزين أو علاج وهمي يوميًا لمدة 48 أسبوعًا، مع حضور جلسات تثقيف صحي مرتين سنويًا، وتم قياس عدة عوامل صحية أثناء الدراسة، مثل الوزن، ضغط الدم، مستوى السكر، إنزيمات الكبد، النشاط البدني، والنظام الغذائي.

وتم تعريف التحسن في التهاب الكبد الدهني غير الكحولي على أنه انخفاض نقاطي في مقياس نشاط المرض. بعد نهاية الدراسة، بينت النتائج أن 53% من مجموعة داباجليفلوزين أظهروا تحسنًا في MASH دون تدهور في التليف، مقابل 30% في المجموعة الوهمية. 

كما لوحظ أن نسبة الشفاء من التهابات الكبد بدون تدهور في التليف كانت أعلى بكثير في مجموعة العلاج الحقيقي (23% مقابل 8%)، بالإضافة إلى ذلك، شهدت مجموعة داباجليفلوزين تحسنًا في التليف دون زيادة في أعراض المرض، مقارنة بالمجموعة الوهمية.

وقد تخلّص 1% فقط من المشاركين في مجموعة داباجليفلوزين من العلاج بسبب الآثار الجانبية، مقارنة بـ 3% في المجموعة الوهمية، ويُشير الباحثون إلى أن نتائج الدراسة كانت محدودة بتركيبة سكانية صينية، مع ضعف التمثيل للنساء وكبار السن، إلا أن التحليلات أظهرت استقرار النتائج، مما يشير إلى دقتها.

وفي النهاية، يختتم الباحثون بأن داباجليفلوزين قد يكون له تأثير مهم على جوانب متعددة من التهاب الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي، مع ضرورة إجراء دراسات أوسع وأطول زمنًا لتأكيد هذه النتائج. 

ويُتوقع أن يشهد المجال تطورات مثيرة في علاجات التهاب الكبد الدهني المرتبط بالمتعدد، مع توفر أدوية جديدة، وضرورة صياغة خطط علاج فردية، تضمن فائدة للقلب والأوعية الدموية، وملف سلامة موثوق، والوصول لمجموعات متنوعة من المرضى.