الإثنين 16 يونيو 2025 الموافق 20 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

مكملات غذائية قد تمنع الإصابة بأمراض القلب لدى مرضى السكري 2

الأحد 08/يونيو/2025 - 01:29 م
أمراض القلب
أمراض القلب


قد يكون للمكملات الغذائية الرخيصة المتاحة دون وصفة طبية مفتاح الوقاية من قصور القلب لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني.

يأتي ذلك وفقاً لبحث تم تقديمه في مؤتمر الجمعية البريطانية لأمراض القلب والأوعية الدموية في مانشستر.

وجدت الدراسة أن مرضى السكري الذين تناولوا الميتوكوينون يوميًا، وهو مضاد أكسدة متوفر على نطاق واسع، بالإضافة إلى علاجهم المعتاد، تمتعوا بقلوب أكثر صحة بعد أربعة أشهر مقارنةً بمن لم يتناولوا هذا المكمل.

وقد نجح الميتوكوينون في عكس العلامات المبكرة لقصور القلب المرتبط بالسكري خلال فترة الدراسة.

قال الدكتور هنري بروكتر، المؤلف الرئيسي للدراسة: "هذه النتائج المشجعة تُشير إلى أن الميتوكوينون يُمكن أن يُحافظ على صحة القلب لفترة أطول لدى مرضى السكري، ولو استمرت الدراسة لفترة أطول، لكان من المُرجّح أن نبدأ بملاحظة اختلافات في مؤشرات صحة القلب الأكثر خطورة بين المجموعة التي تناولت الميتوكوينون والمجموعة التي لم تتناوله".

وأضاف: "نأمل أن تستمر الدراسة على نطاق أوسع لإثبات فوائد هذا المضاد للأكسدة، وأن نتمكن في يوم قريب من وصفه لمرضى السكري للمساعدة في منع فشل القلب قبل أن يؤثر على حياتهم".

تشير التقديرات إلى أن أكثر من 5.8 مليون شخص في المملكة المتحدة مصابون بداء السكري، وهو رقم قياسي، مع حوالي 90% مصابون بالنوع الثاني.

ومن المتوقع أن يستمر هذا العدد في الارتفاع، حيث أن مرضى السكري من النوع الثاني أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب بخمس مرات مقارنةً ببقية السكان.

وبمجرد تشخيص إصابة مريض السكري بقصور القلب، يصبح أكثر عرضة للوفاة بثلاث مرات خلال السنوات الخمس المقبلة.

يُسبب داء السكري مشاكل في كيفية معالجة الجسم، بما في ذلك القلب، للطاقة واستخدامها، أي عملية الأيض.

قد يُسبب هذا إجهادًا وتلفًا لخلايا عضلة القلب، مما قد يؤدي مع مرور الوقت إلى تصلب القلب وعدم قدرته على ضخ الدم بكفاءة، مما قد يؤدي في النهاية إلى قصور القلب.

ما هو الميتوكوينون؟

الميتوكوينون مكمل غذائي مضاد للأكسدة، يُعتقد أنه يحمي الخلايا من هذا الإجهاد والتلف الأيضي.

يُباع الميتوكوينون غالبًا عبر الإنترنت للرياضيين الهواة وغيرهم، إذ يزعم المصنعون أنه يُحسّن مستويات الطاقة الخلوية ويدعم الشيخوخة الصحية.

مع ذلك، لا تتوفر حتى الآن سوى بيانات سريرية قليلة جدًا حول فعاليته في حماية قلوب مرضى السكري.

وجد الباحثون أنه بعد أربعة أشهر من العلاج بالميتوكينون، أصبحت قلوب مرضى السكري أكثر قدرة على معالجة الطاقة واستخدامها بكفاءة أكبر بنسبة 15% في حالة الراحة مقارنةً بما كانت عليه في السابق.

كما لوحظ تحسن خلال ممارسة الرياضة.

بالإضافة إلى ذلك، تمكنت عضلات القلب في مجموعة الميتوكوينون من الاسترخاء بشكل أسرع. كانت هذه جميعها علامات على انحسار المؤشرات المبكرة للإجهاد والتصلب في قلوب هذه المجموعة.

قام الفريق بتجنيد 70 شخصًا مصابًا بداء السكري من النوع الثاني من جميع أنحاء ليدز. لم تُشمل الدراسة الأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض قلبية.

أُجريت فحوصات وفحوصات للقلب قبل وبعد فترة أربعة أشهر، حيث تناول نصف المشاركين أقراص ميتوكوينون 40 مللجم يوميًا، بالإضافة إلى علاجاتهم المعتادة لداء السكري، بينما تلقى النصف الآخر علاجهم المعتاد فقط.

شهدت مجموعة الميتوكوينون تراجعًا في العلامات المبكرة للإجهاد الأيضي، بينما لم تشهد مجموعة العلاج القياسي نفس التغييرات. بعد أربعة أشهر، لم يُظهر أيٌّ من المرضى المشاركين في الدراسة أعراضًا قلبية خطيرة أو تغييرات في ضبط مستوى داء السكري لديهم، ولم تُسجّل أي آثار جانبية كبيرة لتناول الميتوكوينون.

يسعى الفريق حاليًا إلى إجراء تجربة أوسع نطاقًا على الميتوكوينون لدى مرضى السكري، لجمع المزيد من الأدلة على قدرة هذا المكمل الغذائي على حماية القلب والوقاية من قصور القلب مع مرور الوقت.

إذا جاءت نتائج الدراسات الإضافية إيجابية، يأمل الفريق أن يُوصف الميتوكوينون لمرضى السكري يومًا ما للحفاظ على صحة قلوبهم لفترة أطول.