الإثنين 16 يونيو 2025 الموافق 20 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ثورة في تشخيص وعلاج مرض السكري من النوع الأول

الأحد 08/يونيو/2025 - 01:50 م
علاج مرض السكري من
علاج مرض السكري من النوع الأول


قام باحثون بتطوير أداة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقييم مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول (T1D) والتنبؤ باستجابات العلاج، مما قد يؤدي إلى تغيير طريقة تشخيص المرض وإدارته.

يمكن أن يُساعد هذا التقييم المُبتكر للمخاطر، المُستند إلى جزيئات الحمض النووي الريبوزي الدقيقة (microRNAs) - وهي جزيئات صغيرة من الحمض النووي الريبوزي تُقاس من الدم - في رصد تغيرات خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول بدقة.

وقد استطاعت نفس علامات الحمض النووي الريبوزي الدقيقة المُستخدمة في الدراسة التنبؤ بدقة بالاستجابة المُبكرة لبعض العلاجات، مثل العلاج الخلوي (زراعة جزر البنكرياس)، بالإضافة إلى العلاج الدوائي (إيماتينيب) لمرض السكري من النوع الأول.

تفاصيل البحث

في مقالهم المنشور في مجلة Nature Medicine، قام الباحثون بتحليل البيانات الجزيئية في 5983 عينة دراسة من المشاركين في جميع أنحاء أستراليا وكندا والدنمارك ومنطقة هونج كونج الإدارية الخاصة والصين والهند ونيوزيلندا والولايات المتحدة، لتطوير درجة المخاطر الديناميكية (DRS4C) التي يمكنها تصنيف الأشخاص على أنهم مصابون بمرض السكري من النوع الأول أو غير مصابين به.

باستخدام الذكاء الاصطناعي، حسّن الباحثون درجة المخاطر، والتي تم التحقق من صحتها لدى 662 مشاركًا آخر. بعد ساعة واحدة فقط من العلاج، تنبأت درجة المخاطر بالأفراد المصابين بداء السكري من النوع الأول الذين سيظلون بدون إنسولين، كما حددت نفس مجموعة microRNAs المستجيبين وغير المستجيبين لعلاج داء السكري من النوع الأول ، قبل بدء علاجهم.

بالإضافة إلى التنبؤ بمخاطر مرض السكري من النوع الأول وفعالية الدواء، فإن قوة أخرى لهذه الدرجة من المخاطر هي قدرتها على التمييز بين مرض السكري من النوع الأول ومرض السكري من النوع الثاني.

وأكد البروفيسور أناند هارديكار، الباحث الرئيسي، أن الأساليب الحالية لاختبار مرض السكري من النوع الأول (T1D) ظلت دون تغيير إلى حد كبير لعقود من الزمن.

قال البروفيسور هارديكار: "على مدى عقود من الزمان، ظلت الطريقة التي نختبر بها مرض السكري من النوع الأول دون تغيير إلى حد كبير خلال العقود القليلة الماضية، حيث تعتمد على الأعراض والعلامات الحيوية التي غالبًا ما تظهر فقط في بداية المرض - مما يعني أنه يمكن تفويت علامات التحذير المبكر".

وفقًا لأطلس الاتحاد الدولي لمرض السكري لعام 2025، يوجد أكثر من 1.7 مليون أسترالي يعيشون مع مرض السكري، بما في ذلك أكثر من 135000 مصاب بمرض السكري من النوع الأول.

أصبح التنبؤ بمخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول في الوقت المناسب، مع اكتشاف وتوافر علاجات قادرة على تأخير تطور المرض.

ونظرًا لأن الإصابة المبكرة بمرض السكري من النوع الأول قبل سن العاشرة تتسم بخطورة خاصة، وترتبط بانخفاض متوسط ​​العمر المتوقع بما يصل إلى 16 عامًا، فإن التنبؤ الدقيق بتطور المرض يمنح الأطباء أداة فعّالة للتدخل المبكر.

كما اعترف البروفيسور هارديكار أيضًا بمخاوف المجتمع بشأن الاختبارات الجينية لمرض السكري من النوع الأول.

من خلال التحدث مع مرضى السكري من النوع الأول وعائلاتهم، لاحظنا أن الكثيرين يترددون في إجراء تقييمات المخاطر الجينية بسبب شعورهم بالذنب.

ومع ذلك، فإن 80% من حالات السكري من النوع الأول تحدث دون وجود تاريخ عائلي للإصابة به، مما يُبرز الدور المهم للبيئة.

وشرحت الدكتورة موجدا جوجليكار، الباحثة الرئيسية، الفرق بين علامات المخاطر الجينية والديناميكية، مضيفة أن الاختبارات الجينية تقدم رؤية ثابتة للمخاطر.

وقالت الدكتورة جوجليكار: "تحدد العلامات الجينية المخاطر مدى الحياة، وهو يشبه معرفة أنك تعيش في منطقة معرضة للفيضانات، ولكن درجات المخاطر الديناميكية توفر فحصًا في الوقت الفعلي لمستويات المياه المرتفعة؛ فهي تعكس المخاطر الحالية بدلاً من الحكم مدى الحياة، مما يسمح بالمراقبة في الوقت المناسب والتكيف دون وصمة عار".

بالإضافة إلى داء السكري من النوع الأول، يُمكن أن يكون لمنهج تقييم المخاطر والنمذجة تطبيقاتٌ محتملة في مجالاتٍ أخرى. كما أظهر تحليلٌ فرعيٌّ إمكانيةَ تصنيف مرضى السكري من النوع الثاني إلى فئاتٍ طبقيةٍ مُختلفة.

ويتطلع الفريق إلى تقييم هذا المجال، إذ يُمكن تشخيص العديد من البالغين المصابين بداء السكري من النوع الأول بشكلٍ خاطئ على أنهم مصابون بداء السكري من النوع الثاني.