الثلاثاء 17 يونيو 2025 الموافق 21 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

تركيبات من الأدوية الشائعة يمكن أن تقتل الخلايا السرطانية

الإثنين 09/يونيو/2025 - 03:36 م
 الخلايا السرطانية
الخلايا السرطانية


توصل "عالم الذكاء الاصطناعي"، الذي يعمل بالتعاون مع علماء البشر، إلى أن مجموعات من الأدوية الرخيصة والآمنة يمكن أن تكون فعالة أيضًا في علاج السرطان، وهو نهج جديد واعد لاكتشاف الأدوية.

استخدم فريق البحث، بقيادة جامعة كامبريدج، نموذج اللغة الكبير GPT-4 (LLM) لتحديد الأنماط المخفية المدفونة في جبال الأدبيات العلمية لتحديد أدوية السرطان الجديدة المحتملة.

لاختبار نهجهم، حثّ الباحثون برنامج GPT-4 على تحديد تركيبات دوائية جديدة محتملة قد تُحدث تأثيرًا كبيرًا على سلالة خلايا سرطان الثدي الشائعة الاستخدام في الأبحاث الطبية، ووجّهوا البرنامج لتجنب أدوية السرطان التقليدية، وتحديد أدوية تُهاجم الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا السليمة، وإعطاء الأولوية للأدوية ذات الأسعار المعقولة والمعتمدة من الجهات التنظيمية.

وقد تم بعد ذلك اختبار تركيبات الأدوية التي اقترحها GPT-4 من قبل علماء البشر، سواء مجتمعة أو بشكل فردي، لقياس مدى فعاليتها ضد خلايا سرطان الثدي.

أول اختبار معملي

في أول اختبار معملي، أظهرت 3 من بين 12 تركيبة دوائية اقترحها GPT-4 نتائج أفضل من أدوية سرطان الثدي الحالية، ثم استفاد برنامج الماجستير في القانون من هذه الاختبارات واقترح أربع تركيبات دوائية أخرى، أظهرت ثلاث منها نتائج واعدة.

وتمثل النتائج، التي نشرت في مجلة واجهة الجمعية الملكية، أول حالة لنظام حلقة مغلقة حيث تقوم النتائج التجريبية بتوجيه طالب ماجستير في القانون، وتقوم مخرجات الماجستير - التي يفسرها علماء بشريون - بتوجيه المزيد من التجارب.

قال البروفيسور روس كينج، الذي قاد البحث: "تُتيح برامج الماجستير في القانون المُشرف عليها مجالًا إبداعيًا وقابلًا للتطوير للاستكشاف العلمي، ويمكن أن تساعدنا كعلماء على استكشاف مسارات جديدة لم نفكر فيها من قبل".

وأضاف: "يمكن أن يكون هذا مفيدًا في مجالات مثل اكتشاف الأدوية، حيث توجد آلاف المركبات التي نحتاج إلى البحث فيها".

استنادًا إلى الإرشادات التي قدمها العلماء البشريون، اختار GPT-4 الأدوية بناءً على التفاعل بين التفكير البيولوجي والأنماط المخفية في الأدبيات العلمية.

قال الدكتور هيكتور زينيل، المؤلف المشارك: "هذه ليست أتمتةً تحل محل العلماء، بل نوعٌ جديدٌ من التعاون".

وأضاف: "بتوجيهٍ من توجيهات الخبراء وملاحظات التجارب، عمل الذكاء الاصطناعي كشريكٍ بحثيٍّ لا يكل، مُبحرًا بسرعةٍ في فضاءٍ واسعٍ من الفرضيات، ومقترحًا أفكارًا قد يستغرق البشر وحدهم وقتًا أطول بكثير للوصول إليها".

الهلوسات

أصبحت الهلوسات - التي تُعتبر عادةً عيوبًا - سمةً مميزة، إذ ولّدت تركيبات غير تقليدية تستحق الاختبار والتحقق في المختبر.

فحص العلماء البشريون الأسباب الآلية التي وجدتها ماجستير القانون لاقتراح هذه التركيبات في المقام الأول، مُغذّين النظام ذهابًا وإيابًا في تكرارات متعددة.

من خلال استكشاف التآزرات الدقيقة والمسارات المُهمَلة، ساعد GPT-4 في تحديد ستة أزواج من الأدوية الواعدة، جُرِّبت جميعها من خلال التجارب المعملية.

من بين التركيبات، برز سيمفاستاتين (يُستخدم عادةً لخفض الكوليسترول) وديسلفرام (يُستخدم في علاج إدمان الكحول ) ضد خلايا سرطان الثدي.

تُظهر بعض هذه التركيبات إمكانية إجراء المزيد من الأبحاث في مجال إعادة استخدام العلاجات.

وبالرغم من أن هذه الأدوية لا ترتبط تقليديا برعاية السرطان، فإنها قد تكون علاجات محتملة للسرطان، على الرغم من أنها ستخضع أولا لتجارب سريرية مكثفة.

وقال زينيل: "توضح هذه الدراسة كيف يمكن دمج الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر في الحلقة التكرارية للاكتشاف العلمي، مما يتيح توليد فرضيات قابلة للتكيف ومستندة إلى البيانات والتحقق من صحتها في الوقت الفعلي".