كيف يحمي فيروس كوفيد-19 نفسه أثناء التكاثر؟
اكتشف باحثون آليةً يستخدمها فيروس SARS-CoV-2، المسبب لمرض كوفيد-19، لحماية نفسه داخل الجسم أثناء تكاثره وإصابة المزيد من الخلايا.
بدون هذه الآلية الوقائية، تقلّ العدوى الفيروسية بشكل كبير.
لا تُقدم هذه النتيجة، المنشورة في مجلة Nature Communications، هدفًا محتملًا لعلاجات جديدة لكوفيد-19 فحسب، بل تُقدم أيضًا رؤىً قد تُسهم في تطوير لقاحات ومضادات فيروسية مستقبلية.
وتستند الدراسة إلى عمل سابق أجرته شركة Texas Biomed والذي حدد البروتينات الفيروسية الأكثر أهمية في قدرة الفيروس على التسبب بالمرض.
في عام 2021، اكتشفنا أن البروتين المساعد ORF3a يُعدّ من أهم البروتينات للفيروس، وعندما نُزيله، يُصبح الفيروس أقل ضررًا بكثير، لكننا لم نكن نعرف السبب، كما صرّح الدكتور تشنغجين يي، الباحث في مركز تكساس بيوميد.
وأضاف: "الآن، بالتعاون مع زملائنا في جامعة شيكاغو، نفهم آلية عمل هذا البروتين">
تفاصيل أمنية كثيفة
على وجه التحديد، يبدو أن بروتين SARS-CoV-2 ORF3a يلعب دورًا حيويًا في حماية البروتينات الهيكلية، وأبرزها بروتين الأشواك الذي يُسهّل انتشاره إلى خلايا أخرى، حيث يتجمع على سطح الجسيمات الفيروسية.
ويحقق ذلك من خلال تحفيز تكوين مجموعة كثيفة من البروتينات التي تُحيط ببروتين الأشواك وتوفر الحماية أثناء النقل، تمامًا مثل فريق الأمن الذي يحمي شخصًا أو مركبة مدرعة تحمل نقودًا إلى البنك.
أطلق الفريق في شيكاغو، بقيادة الأستاذ المساعد جويكي تشين، الحاصل على درجة الدكتوراه، على هذه المجمعات الواقية اسم "الأجسام الكثيفة 3أ" أو 3DBs باختصار.
يبدو أن 3DBs تساعد في منع تجزؤ بروتين السنبلة إلى مكونات أصغر.
عند غياب ORF3a، تفشل هذه 3DBs في التكون، وغالبًا ما يصل بروتين السنبلة تالفًا، مما يُضعف بشدة قدرة الفيروس الناشئ على إصابة خلايا جديدة.
قال لويس مارتينيز-سوبريدو، الأستاذ في جامعة تكساس بيوميد: "قد يكون ORF3a هدفًا جيدًا للأدوية التي تمنع الفيروس، كما قد يكون هذا الاكتشاف مفيدًا لتطوير اللقاحات، كما أوضحنا سابقًا ".
تطور مفاجئ
بما أن جين ORF3a موجود في فيروسات كورونا أخرى، فقد كان الفريق يتساءل عما إذا كانت هذه الفيروسات قد حفزت أيضًا تكوين 3DBs.
ووجد الباحثون أن 3DBs تتكون من فيروسات كورونا ذات صلة تحملها الخفافيش والنمل الحرشفي. ومع ذلك، كان من المفاجئ اكتشاف أن فيروس سارس-
لا يُظهر فيروس كورونا وفيروسات كورونا الموجودة في قطط الزباد هذه الأعراض، مما قد يُفسر انخفاض معدلات انتقال العدوى والإصابة خلال تفشي سارس عام 2003 مقارنةً بجائحة كوفيد-19.
أُصيب حوالي 8000 شخص بفيروس سارس، بينما تجاوز عدد حالات كوفيد-19 المُبلغ عنها 770 مليون حالة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
بعد أن حدّدا أهمية جين ORF3a، يرغب ابلاحثون في التعمق أكثر في البحث لمعرفة ما الذي يُفكّك بروتين السنبلة عند تركه دون حماية، مما قد يكشف عن آفاق جديدة لتطوير علاجات، فضلا عن دراسة متحورات أخرى من فيروس SARS-CoV-2 لمعرفة ما إذا كانت الطفرات في جين ORF3a تؤثر على تكوين 3DB ومعدلات الإصابة.
