هل يمكنكِ الاستمرار في الرضاعة الطبيعية إذا كان طفلكِ يعاني من اليرقان؟

قد يُقلق العديد من الآباء والأمهات الجدد عندما يرون اصفرارًا في جلد أو عيون أطفالهم بعد أيام قليلة من الولادة، يُعرف هذا الاصفرار باسم اليرقان، وهو أمر شائع جدًا بين الأطفال حديثي الولادة.
يحدث اليرقان عندما يتراكم مادة تُدعى البيليروبين في دم الطفل، وذلك لأنه في الأيام الأولى يكون كبد الطفل غير قادر تمامًا على التخلص من هذه المادة بكفاءة، بسبب عدم نضوج وظائفه بعد.
هل اليرقان خطير؟
على الرغم من أن اليرقان طبيعي غالبًا ويزول تدريجيًا من تلقاء نفسه، فإنه يثير الكثير من التساؤلات خاصة حول الرضاعة الطبيعية، فهل يمكن الاستمرار في الرضاعة أثناء إصابة الطفل باليرقان؟ وهل هناك حاجة لتغييرات في الرعاية؟
نعم، يمكنكِ ويجب عليكِ الاستمرار في الرضاعة الطبيعيةـ فهي تساعد في تقليل مستوى البيليروبين وتسرع عملية الشفاء.
أنواع اليرقان المرتبط بالرضاعة الطبيعية
ينقسم اليرقان المرتبط بالرضاعة إلى نوعين رئيسيين:
- اليرقان في الأيام الأولى بعد الولادة: يحدث إذا لم يرضع الطفل بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى تراكم البيليروبين، ويُعرف بـ "بيرقان الرضاعة الطبيعية".
- اليرقان في مراحل متأخرة: يُسمى أيضًا "بيرقان حليب الثدي"، يظهر بعد بضعة أسابيع، ويستمر لفترة أطول بسبب مواد طبيعية في حليب الثدي تبطئ عملية تكسير البيليروبين.

هل هو ضار؟
جميع أنواع اليرقان غالبًا غير ضارة، والأهم هو الاستمرار في الرضاعة بشكل متكرر (حوالي 8 إلى 12 مرة يوميًا). فكل رضعة تُساعد الطفل على إخراج البراز، وهذه هي الطريقة التي يتخلص بها الجسم من البيليروبين.
علامات تدل على أن الأمور تسير بشكل جيد
- الطفل يقظ، يرضع جيدًا، يكتسب وزنًا، ويُبلل ويتسخ الحفاضات بشكل كافٍ.
- يتم مراقبة مستويات البيليروبين عبر فحوصات جلدية أو دم، وفي حال ارتفاعها قليلًا، قد يصف الطبيب العلاج الضوئي.
العلاج الضوئي وأهميته
العلاج الضوئي يستخدم أضواء زرقاء تساعد في تكسير البيليروبين بسرعة، وهو آمن وغير مؤلم.
- أثناء العلاج، يُنصح بتقديم الحليب للطفل كل ساعتين، مما يقلل من اليرقان ويدعم إمداد الحليب الطبيعي.
- يمكن أن يتسامح الأطفال مع العلاج الضوئي ويظلوا يرضعون بشكل طبيعي.
- بعض العائلات تلجأ إلى تعريض الطفل لقليل من ضوء الشمس الصباحي أو تدليكه برفق للمساعدة في الهضم، ولكن دائمًا بعد استشارة الطبيب.
مشاعر الأم ومراحل التعافي
قد تكون هذه الفترة عاطفية ومرهقة، خاصةً بعد الولادة وقبل تعلم أساسيات الرضاعة، ومن الطبيعي أن تشعري بالتردد أو الإرهاق.
لكن، تذكري أن اليرقان شائع جدًا وأنت لست وحدك، بمساندة الطبيب واستشاري الرضاعة والأحباء، يمكنكِ تجاوز هذه المرحلة بثقة، وحليب الثدي ليس مفيدًا فحسب، بل هو أيضًا أحد أفضل أدوات دعم شفاؤه ونموه.
لا يجب أن يكون الارتباط بين اليرقان والرضاعة أي مصدر قلق كبير، مع الرضاعة المنتظمة، والمتابعة، والرعاية المناسبة، يتعافى معظم الأطفال بسرعة، ثقي بحدسك واتبعي نظام دعمك، وخطوة خطوة، ستتجاوزين هذه المرحلة بنجاح.