هل مثبطات SGLT2 مفيدة لمرضى النوبة القلبية؟

أصبحت مثبطات SGLT2 دواءً رئيسيًّا يُستخدم لـ علاج داء السكري، وقصور القلب، وأمراض الكلى المزمنة التي تصيب الكثير من الناس حول العالم.
ومع ذلك، أُثيرت تساؤلات حول مدى أمان استخدام هذه الأدوية لدى المرضى بعد إصابتهم بنوبة قلبية حديثة، وذلك بسبب مخاوف من تضرر وظائف الكلى لدى المرضى الذين قد يعانون من عدم استقرار في وظائفهم.
أظهر تحليل ثانوي لتجربة EMPACT-MI، نُشر في مجلة Nature Cardiovascular Research، أن مثبط SGLT2، إمباجليفلوزين، حافظ على وظائف الكلى، وكان استخدامه آمنًا لمرضى النوبات القلبية.
ووجد الباحثون أنه بعد تناول مرضى النوبات القلبية للدواء لمدة عامين، ظلت وظائف الكلى لديهم مستقرة وسليمة، بينما عانى المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي من تدهور ملحوظ في وظائف الكلى لديهم.
حتى لدى مرضى النوبات القلبية الذين يعانون من ضعف وظائف الكلى، وجد الباحثون أن مثبطات SGLT2 قللت من مضاعفات قصور القلب.
هذا مهم بالنظر إلى أن الأدوية المفيدة للمرضى غير المصابين بأمراض الكلى قد لا تكون فعالة مع مرضى الكلى. ولم يكن هذا هو الحال مع إمباجليفلوزين.
العديد من مرضى النوبات القلبية الذين قد يستفيدون من مثبطات SGLT2 لا يتلقون هذه الأدوية حاليًا، خشية العديد من الأطباء من تأثيرها على وظائف الكلى.

قد تُغير نتائج هذه الدراسة، وهي أكبر تجربة حتى الآن على مثبطات SGLT2 لدى مرضى النوبات القلبية، هذا الوضع.
أجرى الباحثون توزيعًا عشوائيًا على 6522 مريضًا دخلوا المستشفى بسبب نوبة قلبية، إما لعلاج مثبط SGLT2 أو لعلاج وهمي، وذلك بعد 5 أيام في المتوسط من النوبة القلبية، وتمت متابعة المرضى لمدة عام ونصف في المتوسط.
خفّض إمباجليفلوزين إجمالي حالات دخول المستشفى بسبب قصور القلب بنسبة 33% (2.4 حالة لكل 100 شخص/سنة في مجموعة إمباجليفلوزين و3.6 حالة لكل 100 شخص/سنة في مجموعة الدواء الوهمي) مع تأثيرات متسقة وفقًا لوظائف الكلى.
بلغ الفرق في معدل الترشيح الكبيبي المقدر (eGFR) (وهو مقياس لوظائف الكلى) بين إمباجليفلوزين والدواء الوهمي 4.1 مل/دقيقة/1.73 متر مربع ، مما يشير إلى تدهور ملحوظ في وظائف الكلى في مجموعة الدواء الوهمي بعد عامين.
يجب على الأطباء أن يكونوا يقظين عندما يتعلق الأمر بعلاج المرضى الذين قد يستفيدون من مثبطات SGLT2 وعدم إيقاف العلاج بسبب نوبة قلبية حديثة أو بسبب مرض الكلى، لأن نتائج هذه الدراسة تظهر أن هذه الأدوية لن تؤثر على وظائف الكلى.
يقول الباحث الرئيسي الدكتور بات: "مثبطات SGLT2 غير مستخدمة بشكل كافٍ في الممارسة السريرية، توفر هذه البيانات الطمأنينة بشأن سلامة استخدام هذه الفئة من الأدوية عند الحاجة إليها - حتى لدى المرضى بعد نوبة قلبية حديثة وإذا كانت وظائف الكلى ضعيفة".
تجربة EMPACT-MI
تجربة EMPACT-MI (إمباجليفلوزين للوقاية من قصور القلب المزمن والوفيات بعد احتشاء عضلة القلب الحاد، NCT04509674) هي تجربة متعددة المراكز، عشوائية، متوازية المجموعات، مزدوجة التعمية، محكومة بدواء وهمي، ذات تفوق علاجي، تبحث في تأثير إمباجليفلوزين على الوفيات بجميع أسبابها والاستشفاء بسبب قصور القلب لدى البالغين الذين أصيبوا بنوبة قلبية.
لم يكن لدى المشاركين تاريخ مرضي لقصور القلب المزمن ، وكانوا مؤهلين للمشاركة بغض النظر عن إصابتهم بداء السكري من النوع الثاني أو أمراض الكلى المزمنة .
شملت دراسة EMPACT-MI أكثر من 6500 بالغ من 22 دولة.
وُزِّع المشاركون عشوائيًا لتلقي إما إمباجليفلوزين بجرعة 10 ملغ أو دواء وهمي، مرة واحدة يوميًا، بالإضافة إلى الرعاية الطبية القياسية خلال 14 يومًا من دخول المستشفى بسبب نوبة قلبية.
أجرت شركة بوهرنجر إنجلهايم، بالتعاون مع معهد ديوك للأبحاث السريرية (DCRI)، التجربة السريرية EMPACT-MI، وحلَّلتها، وأصدرت تقريرًا عنها.
تم تقديم النتائج الأولية لتجربة EMPACT-MI في الدورة العلمية السنوية للكلية الأمريكية لأمراض القلب، في أتلانتا وتم نشرها في مجلة نيو إنجلاند الطبية.