دراسة: الكبد الدهني شائع لدى مرضى السكري من النوع 2

أظهرت دراسة جديدة أجرتها جامعة لينكوبينغ أن ستة من كل عشرة أشخاص مصابين بداء السكري من النوع الثاني يعانون من الكبد الدهني. ومن بين هؤلاء، لم تُصَب سوى نسبة ضئيلة بأمراض كبد أكثر حدة.
تفاصيل الدراسة
وتؤكد الدراسة، المنشورة في مجلة الطب الباطني، أن المصابين بداء السكري من النوع الثاني، إلى جانب السمنة، أكثر عرضة لخطر الإصابة بالكبد الدهني، مما يؤدي إلى أمراض كبد أكثر حدة.
عندما لا تعمل عملية الأيض بشكل طبيعي، كما هو الحال في ما يُسمى بمتلازمة الأيض، تتأثر العديد من أعضاء الجسم.
بالنسبة للكبد، قد يعني هذا تراكمًا متزايدًا للدهون، وهي حالة تُسمى مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (والذي كان يُعرف سابقًا بمرض الكبد الدهني غير الكحولي). يُقدر أن واحدًا من كل خمسة بالغين في السويد يُعاني من مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD). وقد يُصاب به ما يصل إلى واحد من كل ثلاثة بالغين حول العالم.
يمكن أن يؤدي الكبد الدهني إلى أمراض كبدية حادة، مثل تليف الكبد، والذي يتميز بتكوين نسيج ندبي في الكبد. وهو نادر نسبيًا، ولكنه يرتبط لدى المصابين بأمراض الكبد الحادة بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الكبد وارتفاع معدل الوفيات.

من المعروف أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني أكثر عرضة للإصابة بالكبد الدهني. ومع ذلك، ليس من الواضح مدى شيوع هذا المرض لأن الدراسات السابقة أعطت نتائج مختلفة تمامًا. للحصول على بيانات تمثيلية قدر الإمكان، أراد الباحثون دراسة وجود MASLD وتليف الكبد لدى مرضى السكري من النوع الثاني الذين يخضعون لفحوصات السكري في مراكز الرعاية الصحية الأولية.
من بين أكثر من 300 شخص مصاب بداء السكري من النوع الثاني شاركوا في الدراسة، كان ما يقرب من ستة من كل 10 (59%) مصابين بمرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي، وذلك وفقًا لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي.
استخدم الباحثون أيضًا طريقة الموجات فوق الصوتية لقياس تصلب الكبد. أظهرت هذه القياسات أن حوالي 7% من المشاركين لديهم تغيرات تشير إلى تليف الكبد في مرحلة مبكرة. وهذا معدل أقل مما ورد في الدراسات السابقة، والتي أُجريت على مرضى في عيادات متخصصة غالبًا ما يعانون من مرض أكثر حدة.
تُظهر الدراسة أيضًا أن السمنة تُعدّ عامل خطر لتطور أمراض الكبد إلى تليف الكبد. وهذا يتماشى مع ما توصلت إليه دراسات سابقة.
يُعدّ الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني والسمنة مجموعةً معرضةً لخطرٍ خاص، وينبغي أن تُوليها الرعاية الصحية الأولوية في جهودها المستقبلية. في دراستنا، عانى 13% من هذه المجموعة من تندب الكبد في مراحله المبكرة، وهي نسبة أكبر بكثير من نسبة 2% في المجموعة المصابة بداء السكري من النوع الثاني دون السمنة، وفقًا لـ وايل بلخيد.
لحسن الحظ، لا يُشترط أن يكون الكبد الدهني حالةً دائمة. يمكن أن تنخفض دهون الكبد بشكل ملحوظ إذا فقد الشخص وزنه.
تُقدّم الدراسة لمحةً سريعةً عن شكل أكباد المشاركين في الدراسة في وقتٍ مُحدد. ولفهمٍ أفضل لكيفية تحديد الرعاية الصحية للأفراد الأكثر عُرضةً لخطر الإصابة بأمراض الكبد الحادة، يُتابع الباحثون الآن المرضى في الدراسة بعد خمس سنوات من الفحص الأول.
أُجريت الدراسة بالتعاون مع عدد من مراكز الرعاية الصحية في أوسترغوتلاند، ومركز علوم وتصور الصور الطبية (CMIV) بجامعة لينشوبينغ، وشركة AMRA Medical AB.
شارك في الدراسة باحثون من تخصصات متعددة، بما في ذلك أمراض الكبد، والرعاية الأولية، والأشعة، وفيزياء الرنين المغناطيسي، وعلم وظائف الأعضاء السريري، والغدد الصماء.