دراسة تكشف عن آثار زيادة الوزن في وقت مبكر من الحياة

زيادة الوزن في العقد الأول من حياة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يمكن أن تؤدي إلى زيادة طولهم بشكل ملحوظ عند البلوغ، دون زيادة خطر الإصابة بالسمنة أو ارتفاع ضغط الدم في وقت لاحق من الحياة.
جاء ذلك وفقًا لدراسة جديدة أجرتها جامعة ميشيجان، وتعتبر النتائج، التي نشرت في JAMA Network Open، أساسية للأطفال الذين يواجهون نقص التغذية، حيث توفر لهم الفرصة لتشكيل صحتهم ونموهم على المدى الطويل بشكل إيجابي، وخاصة في البيئات التي تعاني من سوء التغذية.
أشارت أبحاث سابقة إلى أن التدخلات الرامية إلى الحد من سوء التغذية لدى الأطفال بعد سن الثانية قد لا تكون مفيدة.
وكان القلق يكمن في أن زيادة الوزن في مرحلة الطفولة قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والسمنة في مرحلة البلوغ، وفقًا للباحثة الرئيسية بيفرلي ستراسمان، أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة ميشيجان وعضوة هيئة التدريس في معهد البحوث الاجتماعية.
أهملت هذه التوصية السابقة أهمية زيادة الوزن لمساعدة الأطفال على بلوغ أقصى طول ممكن عند البلوغ. فالنساء طويلات القامة أقل عرضة للوفاة أثناء الولادة، لذا من المهم مراعاة العلاقة بين تغذية الأطفال وطول القامة عند البلوغ.

تفاصيل الدراسة
بحثت الدراسة ما إذا كان اكتساب الوزن في مرحلة الطفولة سيؤثر بشكل إيجابي على طول الشخص البالغ وما إذا كان مرتبطًا أيضًا بارتفاع خطر الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم لدى البالغين .
وقالت ستراسمان "إن نتائجنا مهمة لأنها تظهر أن التحسن في النمو من سن 1 إلى 10 سنوات أدى إلى طول القامة في مرحلة البلوغ وأن زيادة خطر الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم كانت ضئيلة".
تابع فريقها البحثي 1348 مشاركًا من خلال زيارات متابعة متكررة لمدة 21 عامًا في وسط مالي.
وتشير النتائج إلى أن زيادة الوزن بين سن عام وعشرة أعوام ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بزيادة طول القامة لدى كل من الإناث والذكور عند بلوغهم سن الحادية والعشرين.
وبحسب ستراسمان، اعتمد البحث على تصميم طولي، يسمح بمتابعة الأطفال من متوسط عمر 1.6 سنة إلى 21 سنة، وهو أمر "نادر في البلدان ذات الدخل المنخفض في أفريقيا".
قالت ستراسمان: "دراستنا فريدة من نوعها، إذ لم نأخذ في الاعتبار مخاطر زيادة الوزن في مرحلة الطفولة وارتفاع ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم في مرحلة البلوغ فحسب، بل شمل أيضًا فوائد زيادة القامة في مرحلة البلوغ".
وأضافت: "من الصعب المبالغة في تقدير الفوائد الصحية لطول القامة في مجتمع يعاني من نقص التغذية، فمن المعروف أن النساء طويلات القامة أقل عرضة للوفاة أثناء الولادة، على سبيل المثال".
وتعارضت الأبحاث مع الرأي السائد بأن التدخلات الغذائية للأطفال يجب أن تتوقف عند سن الثانية.
وقالت ستراسمان: "لا يتم الوصول إلى جميع الأطفال في أول 1000 يوم من حياتهم، وهي الفترة من الحمل إلى سن العامين".
تُظهر النتائج أنه في البيئات التي تعاني من سوء التغذية، يمكن لزيادة الوزن بعد سن الثانية أن تدعم نمو القامة، وتؤدي إلى إنجاب بالغين أطول قامةً دون أن يُعانوا من السمنة أو ارتفاع ضغط الدم.
وصرحت ستراسمان بأن سياسات البيئات التي تعاني من سوء التغذية يجب أن تأخذ في الاعتبار أهمية الحد من سوء التغذية طوال فترة الطفولة.