نهج علاجي جديد يطيل عمر مرضى سرطان الكبد

كان فريق بحثي من كلية الطب بجامعة هونج كونج رائداً في استخدام مزيج "العلاج المناعي المزدوج" - نيفولوماب وإيبيليوماب (NIVO + IPI) - في علاج مرضى سرطان الكبد منذ عام 2016.
أثبت هذا العلاج المبتكر تحسنًا ملحوظًا في معدلات البقاء على قيد الحياة والسيطرة على الورم مقارنةً بعلاجات الخط الأول الحالية، لينفاتينيب وسورافينيب.
وقد وافقت عليه مؤخرًا إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والوكالة الأوروبية للأدوية (EMA) والإدارة الوطنية للمنتجات الطبية الصينية (NMPA) للاستخدام العالمي، مانحةً أملًا جديدًا لمرضى سرطان الكبد حول العالم.
نُشرت الدراسة الرائدة في مجلة The Lancet.

سرطان الكبد
يُعد سرطان الكبد سادس أكثر أنواع السرطان شيوعًا حول العالم، وثالث سبب رئيسي للوفيات الناجمة عنه.
في هونج كونج، يحتل المرتبة الخامسة من حيث معدل الإصابة السنوية بالسرطان، والثالثة من حيث الوفيات.
يُمثل سرطان الخلايا الكبدية (HCC)، وهو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الكبد الأولي، 90% من جميع حالات سرطان الكبد، وغالبًا ما يُشخص في مرحلة متقدمة.
خيارات العلاج محدودة بسبب مقاومة الأدوية الشديدة، وتنوع الأورام، وغياب الطفرات التي يسهل استهدافها.
وقال الدكتور توماس ياو تشونج تشيونج، الذي قاد هذه الدراسة العالمية: "إن المرضى المصابين بسرطان الخلايا الكبدية المتقدم عادة ما يعيشون أقل من عام دون علاج".
منذ عام 2016، قاد فريق البحث تجارب دولية لتقييم الفعالية والسلامة الأولية لاستخدام مزيج علاجي مناعي مزدوج من NIVO (مثبط PD-1) وIPI (مثبط CTLA-4).
كلا الدواءين مثبطان لنقاط التفتيش المناعية، ويساعدان الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
يعمل دواء نيفولوماب على حجب بروتين PD-1، الذي يمنع الخلايا المناعية من استهداف الأورام، بينما يعمل دواء إيبيليموماب على تعزيز الجهاز المناعي عن طريق حجب بروتين CTLA-4، وهو بروتين آخر لنقطة تفتيش المناعة.
وأوضح الدكتور ياو أن "التجارب السريرية للمرحلة الثالثة الأخيرة أجريت خلال الفترة من 2020 إلى 2021 في 25 دولة ومنطقة لتأكيد فوائد البقاء على قيد الحياة لمزيج NIVO+IPI وتقييم ما إذا كان المزيج يمكن أن يتفوق على العلاجات التقليدية".
شملت الدراسة 668 مريضًا مصابًا بسرطان الخلايا الكبدية المتقدم والذين لم يتلقوا علاجًا جهازيًا من قبل.
أشارت النتائج إلى أن المرضى الذين عولجوا بتركيبة NIVO+IPI الجديدة أظهروا بقاءً أطول على قيد الحياة وانخفاضًا في تطور المرض.
بلغ متوسط البقاء على قيد الحياة 23.7 شهرًا، مقارنةً بـ 20.6 شهرًا للمرضى الذين تلقوا العلاجات التقليدية (لينفاتينيب أو سورافينيب).
من اللافت للنظر أنه بعد مرور 36 شهرًا، ظل 38% من المرضى الذين تلقوا العلاج المركب الجديد على قيد الحياة، مقارنةً بـ 24% ممن تلقوا العلاجات الحالية.
وحقق حوالي 70% من المرضى سيطرة مرضية على الورم، وحققوا فوائد سريرية.
حقق العلاج المركب الجديد نسبة استجابة بلغت 36% في تقليص الأورام أو القضاء عليها، أي ما يقرب من 3 أضعاف نسبة الـ13% التي لوحظت في العلاجات التقليدية. علاوة على ذلك، كانت الاستجابات أطول بكثير، حيث استمرت بمتوسط 30.4 شهرًا، مقارنةً بـ 12.9 شهرًا فقط في العلاجات التقليدية.
وقال الدكتور ياو: "يوفر علاجنا المركب الجديد إمكانات غير مسبوقة فيما يتعلق بفوائد البقاء على قيد الحياة، والسيطرة الدائمة على الورم، وتحسين نوعية الحياة".
يعكس هذا الإنجاز فعالية أبحاثنا ويفتح الباب أمام المرضى حول العالم للاستفادة من هذا العلاج المبتكر.