دراسة تحذر من مسكنات الألم الأفيونية.. تسبب عرض خطير في الأمعاء

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة مانشستر البريطانية أن بعض المسكنات الأفيونية ترتبط بشكل ملحوظ بزيادة خطر الإصابة بالإمساك الحاد، لدى المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية لتسكين الألم غير المرتبط بالأورام السرطانية.
دراسة تحذر من مسكنات الألم الأفيونية
استندت الدراسة إلى تحليل شامل لبيانات أكثر من 80,000 مريض في شمال غرب إنجلترا، وذلك خلال الفترة الممتدة بين عامي 2009 و2020.
وقد ركز الباحثون على مقارنة تأثير أنواع مختلفة من الأفيونيات، من حيث ارتباطها بتطور الإمساك الشديد واضطراب حركة الأمعاء، باستخدام السجلات الدوائية والعلاجية للمستشفيات.
أشارت النتائج إلى أن المسكنات الأفيونية القوية مثل المورفين والأوكسيكودون والفنتانيل والمركبات الأفيونية المركبة ترتبط جميعها بزيادة كبيرة في خطر الإصابة بالإمساك الشديد مقارنة بـ"الكودايين"، الذي اعتمدته الدراسة كنقطة مرجعية للمقارنة.
فيما أظهر الترامادول أقل ارتباط بالإمساك الشديد بين الأدوية المشمولة في الدراسة.
ووجد الباحثون أن خطر الإصابة بالإمساك يزداد مع زيادة الجرعة اليومية المكافئة للمورفين (MME)، لا سيما عند تجاوز 50 MME يوميًا، وهو ما يُعد مؤشرًا مهمًا لتقدير قوة وجرعة المسكنات الأفيونية المختلفة.

اعتمدت الدراسة تعريف "الإمساك الشديد" بناءً على الحاجة إلى تدخلات دوائية قوية مثل التحاميل أو الحقن الشرجية، ما يُعطي مؤشرا سريريا ملموسًا عن حدة المشكلة.
بالإضافة إلى ذلك؛ أكدت الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة ميغنا جاني، أن الإمساك الناتج عن استخدام الأفيونيات لا يُعد أثرا جانبيا بسيطا، بل قد يؤدي إلى:
- تراجع واضح في جودة حياة المريض.
- إطالة فترة البقاء في المستشفى.
- زيادة معدلات الدخول إلى أقسام الطوارئ.
- رفع تكاليف الرعاية الصحية.
ومن هنا؛ أكدت أن معدل الإمساك الحقيقي قد يكون أعلى مما هو مُسجل، نظرا لكونه من الأعراض التي يُستهان بها غالبا أو لا يُفصح عنها من قبل المرضى.
تدعو الدراسة إلى اتباع نهج علاجي أكثر وعيا عند وصف المسكنات الأفيونية، من خلال مراقبة الجرعات بعناية، خاصة عند تجاوز 120 MME يوميًا، وهو الحد الأعلى الذي تشير إليه إرشادات "الوعي بالأفيونيات" في المملكة المتحدة.