السبت 21 يونيو 2025 الموافق 25 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

خلايا مناعية محددة مرتبطة بتلف الأعضاء الشديد في التصلب الجهازي

الجمعة 20/يونيو/2025 - 02:38 م
الامراض النادرة
الامراض النادرة


قد يكون علاج الأمراض النادرة معقدًا في أحسن الأحوال، ويزداد تعقيدًا عندما تظهر أعراض مختلفة لدى مرضى مختلفين مصابين بالمرض نفسه.

الآن، كشف باحثون من اليابان عن بصمة خلوية قد تفسر استقرار حالة بعض مرضى أمراض المناعة الذاتية، بينما يواجه آخرون مضاعفات تهدد حياتهم.

وفي دراسة نشرت في مجلة Nature Communications ، كشف فريق بحثي متعدد المؤسسات بقيادة جامعة أوساكا أن هذا الاختلاف في شدة المرض لدى المرضى المصابين بالتصلب الجهازي يبدو أنه يرجع إلى انتشار بعض الخلايا المناعية في الأعضاء الرئيسية.

التصلب الجهازي

التصلب الجهازي مرض مناعي ذاتي نادر، يتميز بتصلب الجلد، بالإضافة إلى ظاهرة رينود، حيث يتغير لون أصابع اليدين والقدمين وتفقد الإحساس في درجات الحرارة الباردة.

بالإضافة إلى هذه الأعراض، يمكن أن يؤثر التصلب الجهازي على الأعضاء الداخلية، مثل الرئتين والكلى، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

يقول المؤلف الرئيسي، هيروشي شيماجامي: "نعلم أن اختلال تنظيم المناعة يُسبب تلفًا وعائيًا وتليفًا في الأنسجة في التصلب الجهازي، ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح سبب اختلاف أعراض الجلد ومستوى إصابة الأعضاء من مريض لآخر".

لاستكشاف هذا الأمر، أخذ الباحثون عينات دم وأنسجة من مرضى التصلب الجهازي، وحللوها خليةً تلو الأخرى، باحثين عن اختلافات في التعبير الجيني.

بالإضافة إلى ذلك، فُحصت البروتينات على سطح الخلية لتحديد المؤشرات الحيوية للمرض، والتي تُفيد في تحديد الأمراض وعلاجها في مراحلها المبكرة.

يوضح ماسايوكي نيشيد، المؤلف الرئيسي للدراسة: "كانت النتائج مثيرة للاهتمام. حددنا مجموعة فرعية محددة من الخلايا المناعية، وهي مجموعة فرعية من الخلايا الوحيدة CD14 + المعبرة عن EGR1 ، والتي ارتبطت بوضوح بأزمة تصلب الجلد الكلوي، وهي مضاعفات كلوية خطيرة لدى مرضى التصلب الجهازي".

بينما تساعد الخلايا المناعية الجسم عادةً على مكافحة العدوى والأمراض، إلا أنه في بعض الحالات، قد يتم تنشيطها بشكل غير مناسب من خلال التعبير الجيني.

في هذه الحالة، تتمايز الخلايا الوحيدة CD14 + - أو تتحول - إلى بلاعم مدمرة، مما قد يزيد من الالتهاب بالقرب من الكلى ويساهم في سماكة الأعضاء الداخلية وتندبها.

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن الخلايا التائية CD8 + ذات بصمة الإنترفيرون من النوع الثاني، والتي تجعل الخلايا المناعية عدوانية والتهابية بشكل خاص، مرتبطة بمرض الرئة الخلالي التقدمي.

من المرجح أن تتراكم الخلايا الوحيدة CD14 + المعبرة عن EGR1، وهذه الخلايا التائية CD8 + الفريدة ، في الكلى أو الرئة، على التوالي، وتُنتج أو تجند عوامل أخرى تُسهم في تطور المرض.

يقول الدكتور شيماجامي: "عندما ننظر إلى هذه النتائج مجتمعة، فإن تحليلنا للخلايا الفردية لعينات المرضى يظهر أن التشوهات المحددة في مجموعات فرعية متميزة من الخلايا المناعية ترتبط بأعراض سريرية مختلفة للتصلب الجهازي، وخاصة المظاهر العضوية".

نظراً لقلة خيارات العلاج المتاحة حالياً لمرضى التصلب الجهازي، تُشير هذه الدراسة إلى آفاق واعدة لتطوير استراتيجيات علاجية جديدة.

سيكون للتنبؤ بالمرض من خلال المؤشرات الحيوية والوقاية من تأثر الأعضاء الشديد تأثير إيجابي كبير على جودة حياة هؤلاء المرضى.