لقاح جديد مضاد للالتهابات الفطرية.. ما التفاصيل؟

نجح لقاح تم تطويره من قبل باحثين من جامعة جورجيا في الحماية من عدوى الخميرة المهبلية وعلاجها لدى الفئران، وفقًا لدراسة نُشرت حديثًا في مجلة npj Vaccines.
هذا هو أحدث استخدام للقاح، الذي سبق أن أثبت فعاليته في الحماية من أكثر ثلاثة مسببات أمراض فطرية شيوعًا في أربعة نماذج حيوانية ما قبل السريرية، بما في ذلك الرئيسيات غير البشرية.
هذه الفطريات الثلاثة مسؤولة عن أكثر من 80% من حالات العدوى الفطرية المميتة.
تُمهّد هذه النتائج الأخيرة الطريق أمام دخول اللقاح في التجارب السريرية، وفي حال نجاحه، سيكون اللقاح الأول الذي يمنع العدوى الفطرية المُمرضة، التي تُعدّها منظمة الصحة العالمية من أبرز التهديدات للصحة العامة.
قالت كارين نوريس، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "ما يُقلق الباحثين مثلي هو تزايد مقاومة الأدوية المضادة للفطريات".
وأضافت: "هذا ليس تنبؤًا، بل نعيشه الآن".
وتابعت: "لا يمكننا أن نستمر في محاولة تطوير أدوية جديدة لمكافحة الالتهابات الفطرية لأننا سنخسر، فهذه الكائنات الحية تتكيف دائمًا لمقاومة الأدوية الجديدة".
ويهدف اللقاح، الذي أطلق عليه اسم NXT-2، إلى سد هذه الفجوة، ومنع العدوى الفطرية قبل حدوثها، وتقليل الحاجة إلى الأدوية المضادة للفطريات من خلال القيام بذلك.

أول تجربة سريرية
سيتم اختبار اللقاح أولاً على النساء المصابات بعدوى الخميرة المتكررة، والمعروفة أيضًا باسم داء المبيضات الفرجي المهبلي المتكرر أو RVVC.
يُسبب هذا المرض نوع من فطريات المبيضات، ويصيب مئات الملايين من النساء حول العالم، كما يُكلف مليارات الدولارات سنويًا في الولايات المتحدة وحدها، بما في ذلك زيارات الرعاية الصحية والأدوية وتراجع الإنتاجية.
قالت نوريس: "التهاب المهبل الجرثومي المهبلي ليس مهددًا للحياة، ولكنه مؤلم، حيث تُصاب واحدة من كل عشر نساء بهذه الحالة خلال حياتها، حيث تُصاب بثلاث حالات أو أكثر من عدوى الخميرة سنويًا".
يعتمد بروتوكول العلاج الحالي على فئة واحدة من الأدوية، مما يزيد من احتمالية مقاومة الدواء وصعوبة علاجه مستقبلًا، كما لا يمكن استخدامها أثناء الحمل، ولا تمنع حدوث عدوى مستقبلية.
معظم النساء اللاتي يعانين من عدوى الخميرة المتكررة هن صغيرات السن ويتمتعن بصحة جيدة، مما يجعلهن مجموعة مثالية للتجارب السريرية للمرحلة الأولى.
وستساعد النتائج في إجراء تجارب مستقبلية على فئات أكثر عرضة للخطر من المرضى، مثل متلقي الأعضاء ومرضى السرطان، وهما مجموعتان معرضتان بشكل خاص للإصابة بالعدوى الفطرية المهددة للحياة، والتي يغطيها اللقاح أيضًا.
تهديد متزايد للصحة العامة
تُرى العدوى الفطرية بشكل شائع عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المناعة، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية غير المنضبط أو ضعف المناعة بسبب العلاجات مثل العلاج الكيميائي أو مضادات الالتهاب.
لكن الأبحاث السابقة أظهرت أن عدد السكان المعرضين للخطر قد توسع في السنوات الأخيرة.
وأظهرت الدراسة أن الأشخاص المصابين بمرض السكري، أو مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، أو العدوى المشتركة مثل كوفيد-19، أو السل، أو الأنفلونزا معرضون أيضًا لخطر أكبر للإصابة بالعدوى الفطرية.
وهذا هو أول لقاح فطري أظهر مناعة واسعة النطاق مضادة للفطريات في نماذج حيوانية متعددة، وهو ما يبشر بالخير للتجارب السريرية المستقبلية.