هدف علاجي يوقف تقدم مرض الزهايمر

في البحث عن هدف علاجي محتمل لوقف تقدم مرض الزهايمر، حدد فريق علمي دولي عوامل مختلفة تشارك في عمليات الانتشار.
ولتحقيق هذه الغاية، قارن الباحثون عينات من قشر الدماغ لمرضى الزهايمر بعينات من نماذج معدلة وراثيًا، مبينين أن المرض يتطور بشكل مختلف في كلتا الحالتين، لأن الخلايا لا تتصرف بنفس الطريقة في كل نموذج.
نُشرت نتائج هذا البحث مؤخرًا في مجلة Aging Cell.
يقول ديفيد باجليتو، وهو باحث متخصص في دراسة عوامل الخطر، أي العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة، التي تؤثر على بداية وتطور هذا المرض: "على الرغم من أنه من المعروف أن مرض الزهايمر يمكن أن يبدأ قبل ظهور الأعراض الأولى بما يصل إلى 20 عامًا، فإن نقص المعرفة حول كيفية تطوره يمنع تطوير علاجات فعالة، وكذلك تشخيص واضح لمواجهة هذا المرض العصبي التنكسي، الذي لا يُعرف أصله أيضًا".
في هذا الصدد، يوضح باجليتو أن الاستجابة المناعية، على سبيل المثال، تختلف، وكذلك ظهور تلف المشابك العصبية أو كيفية تفاقم مرض الزهايمر.
ويوضح قائلاً: "تُلقي هذه النتيجة الضوء على حقيقة أن العديد من الأدوية التي تُحقق نجاحًا في النماذج ما قبل السريرية لا تُحقق نفس النجاح لدى البشر بعد ذلك".

التجمعات السامة في الدماغ
وفقًا للباحث فإن إحدى السمات الأساسية لهذا المرض هي التراكم الكبير لتجمعات بروتينية سامة في دماغ المرضى.
ويوضح قائلًا: "تتشكل هذه التراكمات الدماغية نتيجةً لطيّ غير طبيعي للبروتينات القابلة للذوبان، والذي قد يحدث لأسباب متعددة غير معروفة بعد، وتتبع آليات ممرضة مختلفة".
يشير العالم إلى أنه بمجرد ظهور هذه التشكيلات الشاذة، فإنها قادرة على الانتشار وتحفيز هذه الطيات الشاذة نفسها على تكوين بروتينات أخرى قابلة للذوبان، مما يؤدي إلى انتشار المرض إلى مناطق دماغية مختلفة.
وقال الباحث: "لهذا السبب، من المهم للغاية معرفة أكثر أشكال البروتينات أو الطيات المسببة للأمراض، وتحديد كيفية حدوث الانتشار".
وبفضل هذه الدراسة، وجد أن عينات مرضى الزهايمر تحتوي على أشكال مسببة للأمراض من ببتيد بيتا أميلويد تعمل على تعزيز تكوين اللويحات الشيخوخية - التجمعات البروتينية السامة - مقارنة بالنماذج الحيوانية للمرض التي استخدمت في هذا البحث.
ويقول المتخصصون المشاركون إن هذه الدراسات "مهمة للغاية"، لأن المعرفة الأكبر بالعوامل وأنواع الخلايا والأشكال البروتينية المسؤولة عن تعزيز العمليات التجميعية يمكن أن تكون هدفًا علاجيًا "ممتازًا" لإبطاء أو إيقاف التقدم المرضي لمرض الزهايمر، والتوصل إلى علاج قادر على تعديل تقدمه، وهو علاج "لم يتم تحقيقه بنجاح حتى الآن".