هل تناول المشروبات السكرية يرفع خطر الخرف لدى كبار السن؟.. دراسة تكشف الحقيقة

حددت دراسة مشتركة بين كلية الطب في جامعة تشجيانغ ب الصين وباحثين أمريكيين عدم وجود علاقة بين استهلاك السكر أو المشروبات السكرية في مراحل الشيخوخة وبين الخرف متعدد الأسباب لدى كبار السن.
الخرف، الذي يتسم بالتدهور العصبي والمعرفي المزمن، يشكل عبئًا كبيرًا على الأفراد وأنظمة الرعاية الصحية، وتُعد العوامل القابلة للتعديل، خاصة النظام الغذائي، أهدافًا رئيسية لجهود الوقاية.
يفاقم الإفراط في تناول السكر السمنة ومرض السكري، وهما من عوامل الخطر المعروفة للخرف. أما المشروبات المُحلاة بالسكر، فهي مصدر رئيسي للسكر عند حوالي 20% من كبار السن الأمريكيين.
وفي دراسات على الحيوانات، تم ربط تناول كميات كبيرة من السكر بتراكم بيتا أميلويد وزيادة تنظيم البروتين الدهني E، وهي سمات جزيئية مرتبطة بمرض الزهايمر، إلا أن الأدلة على البشر لا تزال غير حاسمة، حيث تربط بعض الدراسات بين الإفراط في استهلاك المشروبات السكرية وارتفاع معدلات الخرف، بينما لا تتوصل أخرى إلى ذات النتيجة.
وفي دراسة نُشرت في مجلة JAMA Psychiatry تحت عنوان "المشروبات المُحلاة وحدوث الخرف الشامل بين كبار السن"، قام الباحثون بتحليل بيانات من ست مجموعات أمريكية طويلة الأمد تتضمن 10,974 مشاركًا (متوسط العمر 73.2 عامًا، و60% منهم من النساء).

استمرت الدراسة عبر 116,067 سنة شخصية، حيث قيّم الباحثون استهلاك المشروبات عبر استبيانات معتمدة، واستبعدوا حالات الخرف التي تم تشخيصها خلال العامين الأوليين من الدراسة، وراقبوا الحالات على مدى متوسط قدره 10.7 أعوام من خلال فحوصات سريرية وسجلات طبية.
خلال الفترة الدراسية، أصيب 2,445 من المشاركين بالخرف. أظهرت نتائج الدراسة أن استهلاك المشروبات المُحلاة صناعيًا لا يزيد من خطر الإصابة بالخرف، حيث كانت نسبة الخطر المجمعة 1.00، مقارنة بمن يمتنعون تمامًا عن الشرب.
أما بالنسبة لشاربي المشروبات السكرية يوميًا، فقد بلغت نسبة الخطورة 0.90، وللمشروبات المحلاة صناعيًا 1.00، مقارنةً بمن يقللون أو يمتنعون عن الشرب.
وتبين أن النتائج كانت ثابتة عبر المجموعات المختلفة والتحليلات الحساسية. وأظهرت الدراسة أن الالتزام بنظام غذائي متوسط البحر الأبيض المتوسط، والذي يتميز بكونه صحيًا، كان مرتبطًا بانخفاض خطر الخرف (نسبة الخطورة 0.92 لكل زيادة خمس نقاط في المقياس).
ويعتقد الباحثون أن النتائج تسهم في تهدئة المخاوف، حيث تؤكد أن تناول المشروبات السكرية أو الدايت في أواخر العمر لا يزيد بشكل كبير من خطر الخرف. ومع ذلك، يحذرون من أن تعرض الأفراد للسكر في مراحل العمر المبكرة وآثاره الأيضية الأوسع لم يُغَطَ بعد في الدراسة.
وتوصي الإرشادات الغذائية الحالية بتقليل السكريات المضافة لحماية صحة القلب والأيض. ومع أن نتائج الدراسة لا تغير من هذه التوصية، إلا أنها توضح أن توقف كبار السن عن تناول المشروبات المحلاة في أواخر العمر قد لا يكون له أثر معرفي واضح.
ويشدد الباحثون على أهمية أن يركز الاهتمام على العقود التكوينية، حيث تكون وظائف الجسم والدماغ في أوج مرونتها، لتحقيق أكبر فائدة وقائية