تغييرات خفية في الحمض النووي للسرطان قد تؤدي إلى مقاومة العلاج

بعضٌ من أخطر التغيرات الجينية في السرطان هي الأصعب رصدًا، هذه التغيرات الهيكلية، التي تحدث في أعماق الحمض النووي للورم، قد تُغذي نموا عدوانيا وتتجنب الاختبارات القياسية.
يحدث هذا بشكل خاص عندما تكون عينات الأنسجة صغيرة أو متحللة.
لمواجهة هذا التحدي، طوّر باحثو مايو كلينك أداةً حاسوبيةً جديدةً تُسمى BACDAC، تُسلّط الضوء على هذه الأنماط الجينومية المُبهمة.
وبحسب وكالة تريبيون، تُساعد هذه الأداة الباحثين على تحديد علامات عدم الاستقرار الجينومي باستخدام تسلسل الحمض النووي الذي يقرأ الجينوم بأكمله ، حتى في العينات منخفضة النقاء أو التغطية.
يمكن أن تساعد الأداة الأطباء على التنبؤ بشكل أفضل بكيفية سلوك الورم وتوجيه خيارات العلاج الأكثر تخصيصًا.

تغيرات كروموسومية
يعتمد نهج BACDAC بشكل أساسي على مفهوم الصيغة الصبغية، الذي يشير إلى عدد مجموعات الكروموسومات الكاملة في الخلية.
فبينما تحتوي الخلايا البشرية الطبيعية على مجموعتين (46 كروموسومًا إجمالًا)، غالبًا ما تشهد الخلايا السرطانية زيادة أو نقصانًا واسع النطاق، مما يُخل بهذا التوازن ويُتيح نموًا غير مُقيّد.
في دراسة نُشرت في مجلة Genome Biology، استخدم فريق البحث أداة BACDAC لتحليل أكثر من 650 ورمًا من 12 نوعًا من السرطان.
ساعدت هذه الأداة الباحثين على اكتشاف علامات تضاعف الجينوم الكامل، حيث يضاعف الورم جميع حمضه النووي. غالبًا ما يرتبط هذا النوع من الصبغيات غير الطبيعية بالسلوك العدواني ومقاومة العلاج.
يقول الدكتور جورج فاسماتزيس، الباحث الرئيسي للدراسة: "تتيح لنا هذه الأداة رؤية طبقة من الجينوم كانت غير مرئية حتى الآن".
ويضيف: "لقد أمضينا عقودًا في دراسة بيولوجيا عدم الاستقرار الجينومي. وهذه هي المرة الأولى التي نتمكن فيها من ترجمة هذه المعرفة إلى أداة فعالة على نطاق واسع".
يوفر BACDAC أيضًا ملخصًا مرئيًا للتركيب الجينومي للورم.
يوفر مُخرَج مُخصَّص يُسمى "مخطط الكوكبة" عرضًا بديهيًا لما إذا كانت كروموسومات الورم مستقرة أم مُعطَّلة، قد يُساعد هذا الباحثين وأخصائيي الأمراض على تفسير النتائج بسهولة أكبر.
يخطط فريق مايو كلينك لاحقًا لتعزيز صحة BACDAC وتطويره ليصبح أداة تشخيصية قابلة للتطبيق سريريًا، وقد يُسهم هذا في اتخاذ قرارات علاجية أكثر دقة من خلال توفير رؤية أوضح للتغيرات الهيكلية للورم.